كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن الخطاب الذي وجهه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لقيادات ومقاتلين لحماس، بتقنية الفيديو، لحثهم على الاستمرار في سلك طريق القتال ضد إسرائيل، يعد الأول من نوعه منذ فترة طويلة، ويشكل رغبة من إيران لاستعادة دورها في استغلال حماس، في حربها ضد إسرائيل.
وبينت الوكالة في تقرير لها، أن رئيس إيران أجرى خطاب بطريقة الفيديو تحدث فيها للمئات من مقاتلي وداعمي حماس وكذلك الجهاد الإسلامي للإشادة بكفاحهم ضد إسرائيل، مؤكدا أن مصير الفلسطينيين بيد مقاتليها.
الرئيس الأيراني انتقد ما وصفه بتخاذل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تتبنى طريقا سلميا في التعامل مع إسرائيل، من أجل التوصل عبر المفاوضات إلى حل الدولتين.
ولفتت الوكالة إلى أن هذا الخطاب الأول من نوعه، يكشف رغبة إيران للعودة مجددا لدعم حماس، بعد الشقاق بين الطرفين جراء اختلاف المواقف بشأن الحرب الأهلية في سوريا.
وذكرت الوكالة أنه رغم كون حماس جماعة سنية، إلا أنها تحظى بعلاقات قوية مع إيران، التي تمولها بالمال وبتكنولوجيا انتاج الصواريخ، إذ تقدر وزارة الخارجية الأمريكية أن طهران ترسل ١٠٠ مليون دولار لحركتي حماس والجهاد الإسلامي سنويا، من أجل دفع جهود التسليح لديهما.
وبفضل هذا التعاون، طورت حركة حماس صناعة محلية من الصواريخ، بدل من الاعتماد على التهريب من الخارج، التي باتت تستخدمها لضرب أي نقطة داخل إسرائيل.
وعن هذا الدعم الإيراني لحركة حماس، يوضح نائب رئيس قسم الأبحاث في معهد “الدفاع عن الديمقراطيات”، جوناثان شينزو أن إيران تحاول مجددا استخدام حماس، كسلاح لها في صراعها مع إسرائيل، في ظل الحرب غير المعلنة بين الطرفين لاسيما على الأراضي السورية.
وقال الباحث إن إيران تزود حماس بالدعم المالي وبالسلاح والتدريب وترى أن غزة كجزء من منطقة نفوذها، وجراء هذه النظرة، يتم دفع قطاع غزة لمزيد من التوترات والمشاحنات، مضيفا أن إيران تريد أن ترى إسرائيل منشغلة دائما بتوترات مع جيرانها.
لكن هذه الرغبة الإيرانية، يدفع ثمنها المدنيون، الذين دائما ما يتم مواجهتهم بردة فعل عنيفة، ويدفعون ثمن التحالف الإيراني مع حماس باهظا، عبر القبول بخدمات متردية، وغياب الوظائف وقبضة حديدية من حركة حماس التي تستخدم شعارات الحرب لإبقاء سيطرتها على القطاع.
يبين شينزو أن المدنيين أصبحوا ضحايا لهذا التحالف والدعم العسكري بين إيران وحركة حماس، وأن انشغال حماس بالتوجيهات الإيرانية بالتسليح والتدريب، عن تحسين رفاهية القطاع وتحسين الأحوال المعيشية للمدنيين، يزيد من الوضع المزري للمدنيين، ومعاناتهم اليومية مع نقص الخدمات والكهرباء والوظائف.
يلفت شينزو إلى أن التوترات غير المتوقفة خلال الأعوام الأخيرة، تجعل الإقليم في معاناة دائمة، مع عدم وجود فرص للاستثمار أو الانفتاح، طالما أن كل مبنى أو مكان في القطاع من الممكن أن يكون هدفا للضربات الإسرائيلية في صراعها مع حماس.
وبحسب الباحث، تحاول إيران إبقاء الوضع في غزة تحت التأهب الدائم، من أجل صراع طويل مع إسرائيل، لكن هذه السياسة الخطرة، تأتي على المواطنين في قطاع غزة الذين يرون وضعهم المعيشي والمادي في انهيار يوما بعد آخر، فمعدلات الفقر والبطالة في ارتفاع شديد في هذا القطاع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.