تسود حالة من الغموض في توقعات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال الفترة المقبلة، في ظل ترقب السوق لأي تطورات في ملف رفع الحظر عن التحويلات المالية إلى سوريا، إلى جانب غياب مؤشرات واضحة على تحسن موارد البلاد من العملة الأجنبية. ويرجّح متعاملون ومراقبون أن تبقى السوق عرضة لتقلبات حادة، في حال استمرت الأوضاع الراهنة دون تغييرات جوهرية في مصادر التمويل الخارجي أو السياسة النقدية.
ويشهد سوق الصرف حاليًا تحركات حذرة، حيث يتراوح متوسط التذبذب بين صعود وهبوط بمقدار 100 ليرة، حسب عوامل العرض والطلب في السوق غير الرسمية، التي لا تزال الأكثر تأثيرًا على الأسعار الفعلية.
ورغم أن البنك المركزي السوري يسمح بهامش تحرك لا يتجاوز 5% في أسعار العملات الأجنبية، فإن السوق الموازية تعمل خارج هذه النسب، بسبب غياب آليات تنظيم واضحة وتفاوت قيمة الصفقات اليومية.
وكانت الليرة السورية قد سجلت تحسنًا مؤقتًا أمام الدولار خلال مارس الماضي، مدعومة بانخفاض الطلب، قبل أن تعود للهبوط سريعًا مع تجدد النشاط في السوق الموازية وغياب أي دعم اقتصادي داخلي ملموس.
في ظل هذه المعطيات، تبقى الأنظار معلقة على مسار التحويلات من الخارج، باعتبارها المنفذ الأقرب لتحقيق استقرار نسبي في سعر الصرف، لكن استمرار الغموض في هذا الملف يجعل من الصعب بناء أي سيناريو مستقر في المدى القريب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.