ارتفعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الجمعة، وذلك على الرغم من استقرار الدولار عند أعلى مستوياته في 6 أشهر بالإضافة إلى المستويات القياسية التي سجلتها عوائد السندات الأمريكية، يأتي هذا في ظل تقييم الأسواق لقرارات البنوك المركزية العالمية.
وشهدت أسعار الذهب الفورية اليوم ارتفاع بنسبة 0.4% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1926 دولار للأونصة، بعد انخفاض أمس بنسبة 0.6% ليفقد 10 دولارات من قيمته.
وأشار تقرير جولد بيليون إلي أن الارتفاع في أسعار الذهب مع نهاية الأسبوع جاء عقب تقلبات كبيرة في مستوياته خاصة مع صدور اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي أبقى خلاله على أسعار الفائدة ثابتة وحذر من أن التضخم المتماسك سيؤدي إلى رفع الفائدة مرة أخرى على الأقل هذا العام.
أشار البنك الفيدرالي أيضاً خلال اجتماعه أنه من المرجح أن يبقي على أسعار الفائدة أعلى من 5% حتى عام 2024، الأمر الذي خيب توقعات الأسواق التي كانت تسعر على أربع تخفيضات في الفائدة على الأقل خلال العام القادم.
احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول يمثل المزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع أسواق السندات.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع اليوم بنسبة 0.2% يعد أن سجل أعلى مستوى جديد من 6 أشهر عند 105.445. من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ 16 عام عند 4.509% حيث ارتفعت العوائد هذا الأسبوع بنسبة 3.3%.
وكشف تقرير جولد بيليون أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب اليوم الجمعة هو تغير نظرة الأسواق خاصة بعد اجتماعات البنوك المركزية العالمية، حيث لجأ البنك المركزي السويسري والمركزي البريطاني إلى تثبيت أسعار الفائدة بعد أن كانت التوقعات تشير إلى رفعهما لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
أيضاً البنك المركزي الياباني قام بتثبيت أسعار الفائدة عند أدنى معدلاتها، الأمر الذي غير نظرة الأسواق إلى الذهب حيث لم تتوقف هذه البنوك عن رفع الفائدة بسبب التغلب على التضخم، ولكن بسبب التخوف من التسبب في ركود اقتصادي لاقتصاداتهم.
وبالتالي فهناك عدم يقين بشأن النمو العالمي الذي لم يعد قادراً على الصمود أمام موجات رفع الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية والتي لها تأثير سلبي كبير على مختلف الأنشطة الاقتصادية.
انعكس هذا بالسلب على أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع فقد انخفض مؤشر S&P500 المؤشر الرئيسي للأسهم الأمريكية بنسبة 2.7% منذ بداية الأسبوع مسجلاً أدنى مستوى منذ 3 أشهر.
وقد استفاد الذهب بأقل قدر ممكن من عمليات البيع على الأسهم الأمريكية وذلك بسبب التأثير السلبي لارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية التي تحد من فرص مكاسب المعدن النفيس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.