الذهب الفوري في طريقه إلى تسجيل اغلاق أسبوع تحت المستوى 1900 دولار للأونصة، وهو أول اغلاق تحت هذا المستوى منذ منتصف أغسطس الماضي، وتزامن هذا مع انخفاض للعقود المستقبلية تحت المستوى النفسي أيضاً.
وعلى الرغم من التعافي اليوم في أسعار الذهب إلا أنه يحتاج إلى دعم وحافز مناسب للعودة للتداول فوق المستوى النفسي من جديد، حيث يتطلب الأمر حدوث ضعف في مستويات الدولار وعوائد السندات خلال الأيام القادمة.
هذا بالإضافة إلى تغير في توقعات الأسواق بشأن مستقبل التشديد النقدي من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، ولتحقيق هذا ستحتاج الأسواق إلى رؤية تراجع في بيانات التضخم الأمريكية بالإضافة إلى ضعف في قطاع العمالة.
وترى جولد بيليون أن تواجد الذهب تحت المستوى 1900 دولار للأونصة قد يفتح المجال لمزيد من الهبوط على المدى القصير، وقد نرى الذهب يختبر الوصول إلى مناطق المستوى 1800 دولار للأونصة، ومع ذلك فإن أي ضعف على المدى القصير لا يغير التوقعات الصعودية الأساسية طويلة المدى للمعدن الثمين.
وبالنظر إلى مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات القياسية كان من المفترض أن تحدث عمليات البيع على الذهب في وقت سابق عن هذا، وكان المفترض أن يكون الهبوط أكثر حدة، ولكن عدم حدوث هذا يدل على وجود دعم للذهب يمنعه من الانهيار
وأكد تحليل جولد بيليون أن الدعم الرئيسي الأكبر للذهب هو عدم اليقين الجيوسياسي على مستوى العالم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية ومعدلات التضخم القياسية على مستوى العالمي بالإضافة إلى مشتريات البنوك المركزية من الذهب المستمرة منذ العام الماضي.
أيضاً هناك مخاوف كبيرة متعلقة بالاقتصاد الأمريكي نفسه وأن ضعف النمو قادم لا محالة في الوقت الذي يظل التضخم الأمريكي متماسك بشكل كبير، وهو ما يدخل الولايات المتحدة في حالة من الركود التضخمي، وهو بمثابة أخبار جيدة للذهب ليعود للعب دور الملاذ الآمن من جديد.
هناك أيضاً حقيقة انخفاض منحنى العائد على السندات الأمريكية في ظل تراجع العائد على السندات طويلة الأجل مثل استحقاق 10 سنوات و20 سنة و30 سنة، مقارنة مع ارتفاع العائد على السندات ذات الاستحقاق القريب مثل 1 شهر وحتى عامين.
مثل هذا التشوه في منحنى العائد يعتبر دليل واضح على عدم ثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الأمريكي على المدى المتوسط والبعيد وتفضيلهم الاستثمارات قصيرة المدى مما يوفر لهم سرعة الهروب من السندات والتوجه لاستثمار آمن آخر وفي هذه الحالة سيفتح الذهب أبوابه لاستقبال الاستثمارات الهاربة من أسواق السندات الحكومية.
أيضاً انخفاض منحنى عائد السندات الحكومية أصبح علامة متشائمة على مستقبل النمو الاقتصادي الأمريكي، بعد أن تكرر هذا المشهد قبل كل أزمة واجهت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً.
قد يحدث هذا الخروج من أسواق السندات بشكل تدريجي مع بداية ظهور علامات سلبية على أداء الاقتصاد الأمريكي بشكل يتسبب في قلق المستثمرين، ليبدأ التنويع بزيادة نسب الاحتفاظ بالذهب والابتعاد التدريجي عن المخاطرة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.