أحمد السويدي ..  مهندس المشروعات الضخمة في مصر وأفريقيا

أحمد السويدي الرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي اليكتريك
أحمد السويدي الرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي اليكتريك

تزخر مصر بالعديد من الشركات الريادية ذات السمعة الحسنة في كافة بلدان المنطقة وعلى المستوى الدولي، وهذه الشركات تساهم في توطيد دعائم الاقتصاد المصري وتعظيم الصادرات المصرية وفتح أسواق تصديرية جديدة بما يساهم في استراتيجية تحقيق 100 مليار دولار صادرات، وتُعد مجموعة السويدي اليكتريك من الشركات المصرية الرائدة التي تساهم في تحسين سمعة الصناعة المصرية بالخارج، وتهدف المجموعة الى تلبية احتياجات السوق المحلي والمشاركة في المشروعات القومية العملاقة، إلى جانب التصدير للخارج والمساهمة في المشروعات العملاقة في دول المنطقة، وتسير المجموعة بخطى ثابتة لتحقيق هذه الأهداف وفق رؤية أحمد السويدي الرئيس التنفيذي للمجموعة.

مجموعة السويدي اليكتريك

تأسس أول مصنع لمجموعة السويدي اليكتريك في العام 1987، ولم يكن في ذلك الوقت إلا الشركة المصرية للكابلات، ومن هذا الوقت بدأت رحلة التطوير، فكان مع كل عام يتم طرح منتجًا جديدًا للشركة، مع الاهتمام الكبير بجودة المنتج لكسب ثقة العملاء، وبدأت رحلة إنشاء مصانع جديدة لتصنيع الخامات وغير ذلك من مدخلات التصنيع، وكان المنتج من هذه المصانع يوجه 50% لمصانع السويدي، وباقي المنتج يوجه للتصدير، ثم تأسس مصنع النحاس التابع للمجموعة، وقد أحدث هذا المصنع طفرة كبيرة ونقلة نوعية على مستوى مصر والمنطقة بأكملها، وكان إضافة كبيرة لمصر.

تعظيم الصادرات وفتح أسواق جديدة وأحداث لم تكن في الحسبان

في إحدى لقاءات أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي اليكتريك، على موقع اليوتيوب، ذكر أن المجموعة تعرضت لأزمة مالية صعبة في العام 2000، وكان لزاما على الشركة التفكير في مخرج من هذه الأزمة بعيدًا عن تسريح العمالة أو إغلاق نصف مصانع المجموعة، فتوجهت الشركة للتصدير وفتح أسواق تصديرية جديدة لها في المنطقة، وقد فعلت العديد من الشركات الأخرى ذلك لتجاوز الأزمة المالية التي حدثت في ذلك الوقت، ولكن مع الخطوة الأولى للتصدير اصطدمت المجموعة بمشكلة كبيرة وهي ارتفاع أسعار المنتجات المصدرة مقارنة بالأسعار العالمية، ويرجع ذلك إلى نقص الخبرة في مجال التصدير، ووقتها تم العمل على تقليل أسعار التصدير بالشكل الذي يجعل للمنتج تنافسية قوية.

وفي بداية مرحلة التصدير، ركزت المجموعة بقوة على التصدير لكل من ليبيا والعراق والسودان وسوريا، وبدأت المجموعة بالفعل في بناء مصانع جديدة للتوسع خارجيًا، وكانت هذه الانطلاقة ممتازة، وفي العام 2007 تم طرح أسهم المجموعة في البورصة، وبعد ذلك قامت المجموعة بالدخول إلى أسواق أخرى وبشراء شركات في بلدان أفريقية وعربية وأوربية، وخلال الفترة (2006 – 2008)، تم افتتاح ما يقرب من 20 شركة حول العالم تابعة للمجموعة.

وفي ظل الأحداث العالمية وتسارع وتيرة الأزمات الدولية التي لم تكن معروفة ولم يتم وضعها في الحسبان، تأثرت شركات المجموعة بالأزمات العالمية بشكل كبير، مما أدى إلى نقص أرباح المجموعة بنسبة 50% عند حدوث الأزمة المالية العالمية، كما انخفضت نسبة الطلب العالمي على منتجات الشركة بنسبة كبيرة بلغت 20%، ولهذا تم إغلاق بعض الشركات وبيع البعض الآخر، ومن هذه الشركات شركة التوربينات المتواجدة في أسبانيا، فهذه الشركة تم الاستحواذ عليها بما يقرب من 80 مليون يورو، وتم بيعها بالخسارة للخلاص منها ومن نزيف الخسارة اليومي الذي كانت تحققه، وتم إغلاق مصنع الشركة في نيجيريا.

التوجه للتوسع محليًا ودفعة جديدة من التحديات

مشروعات محلية

وفي 2011 قامت المجموعة بإحداث طفرة توسعية على مستوى مصر، ووقتها حدثت ثورة 25 يناير، وحدثت أحداث لم تكن موضوعة في الحسبان في المنطقة في سوريا واليمن وليبيا وانقسام جنوب السودان، الأمر الذي أثر على إغلاق 6 مصانع في سوريا تابعة للمجموعة، وتدمير مصنع الشركة باليمن في خضم الأحداث التي حدثت باليمن، وفي ليبيا انخفض حجم عمل المجموعة في يوم وليلة من 15% إلى صفر، ومنذ 2011 وحتى 2014 والشركة تقوم بعلاج تداعيات هذه الأحداث، إلى أن تم التفكير في المساعدة في حل أزمة الكهرباء في مصر، وتم تقديم حلولا للحكومة لتساعد المجموعة في حل مشكلة الكهرباء في مصر.

وخلال العام 2020، بلغ حجم إيرادات المجموعة في مصر وحدها حوالي 60%، وهي نسبة مرتفعة للغاية، وقد كانت قبل ذلك 40%، وترجع نسبة هذه الزيادة في الإيرادات إلى توسع المجموعة في مصر بشكل كبير، وقد ساهمت المجموعة في الكثير من مشروعات البنية التحتية الخاصة بأعمال الكهرباء والمياه، وتتواجد المجموعة حاليًا في حوالي 50 دولة على مستوى العالم بأفريقيا والخليج والعراق وأوروبا وغيرها، ودائما ما تسعى الشركة لمد هذه المصانع والشركات بالخبرات المصرية.

وفي الوقت الحالي تخطط مجموعة السويدي اليكتريك لاستئناف أعمالها في كافة القطاعات التي تعمل بها، مثل قطاع الكابلات وقطاع المحولات وقطاع المناطق الصناعية وغير ذلك، وقد ذكر السويدي أن المجموعة لها في كل بلد بالعالم مدير مختص بأعمال المجموعة، وهذا سر نجاح المجموعة، فالتنظيم العمودي للمجموعة يسيطر على كل القطاعات، فتوسعات المجموعة أمر مدروس، وتتوزع إيرادات المجموعة على النحو التالي: 20% من الخليج و20% من أفريقيا و10% من أوروبا، وتمثل إيرادات صناعة الكابلات 40% من إيرادات المجموعة، و40% من المقاولات على مستوى العالم، و20% من الصناعات الأخرى كالصناعات التكنولوجية وصناعة المحولات الكهربائية وغيرها.

خطة طموحة لتعظيم الإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة

تسعى مجموعة السويدي اليكتريك، وفق رؤية وضعها أحمد السويدي الرئيس التنفيذي للمجموعة لزيادة إيراداتها بنسبة 50% في السنوات الخمس المقبلة، مع زيادة حجم العاملين بالمجموعة بنسبة 25%، والتوسع في صناعة الكابلات بنسبة 30%، وأيضا التوسع في المقاولات بنسبة 30%، والتوسع بنسبة 40% في الصناعات الأخرى، وتساهم المجموعة بقوة في التوسعات التي تجري في مصر في الوقت الحالي على مستوى المشروعات العملاقة.

كما تتوسع المجموعة حاليًا في أوروبا، لكن بشكل حظر، نظرا لحجم التنافسية هناك، وقد أثر تواجد المجموعة في العديد من بلدان أوروبا في صناعة العدادات الديجيتال هناك، خلافًا لصناعة الكابلات، ومن اللافت أن مصانع أوروبا التي تصنع الكابلات التابعة للمجموعة تقوم بالتصدير إلى مصر نظرًا لحجم الأعمال الكبير في مصر.

وفي الوقت الحالي، تركز المجموعة على المساهمة في تأسيس المدارس الفنية وفقًا للمعايير الأوروبية وعلى أعلى مستوى لتدريب العمال ورفع كفائتهم، ومن المستهدف الوصول إلى تخريج ما يقرب من 10 ألاف طالب كل عام من هذه المدارس، فالهدف إحداث طفرة صناعية في مصر، ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن المجموعة تقوم بتعيين 5% من طلاب هذه المدارس، والـ 95% يتم تعينهم على مستوى الجمهورية خلال 24 ساعة.

السويدي يخطط للاستثمار في الذهب

الاستثمار في الذهب

في إحدى لقاءات السويدي على اليوتيوب، أوضح أنه يفكر شخصيًا في الدخول في مجال الذهب أو الاستثمارات الأخرى كاستثمار خاص بعيدًا عن المجموعة التي تعمل في مجال البنية التحتية والأساسية، موضحًا أنه يستثمر بأمواله الخاصة في مجال التعليم، لما للتعليم من أهمية في الوقت الحالي، كما يستثمر في شركة “وتر واي” المطور العقاري. وفيما يخص معدل العائد للمجموعة، أوضح أن ترتيب الدول من حيث العوائد الأكبر للمجموعة يأتي كالتالي مصر ثم قطر ثم الجزائر ثم السودان ثم أثيوبيا، بينما السعودية والإمارت والكويت كانت العوائد منها ضعيفة لما تشهده هذه الأسواق من تنافسية شديدة.

إنجازات مجموعة السويدي اليكتريك

تشارك مجموعة السويدي في إنشاء سد جوليوس نيريري بتنزانيا، ويعمل بهذا المشروع ما يقرب من ألف عامل مصري مع ما يقرب من 5 ألاف عامل تنزاني، وقد صمم هذا السد شركة عالمية، ويبلغ حجم العمل في هذا السد ما يقرب من 3 مليار دولار، تنقسم هذه الأموال بين المجموعة وشركة المقاولون العرب، وتقوم المجموعة حاليًا بإنشاء 3 مصانع في تنزانيا، أحدها في مجال الكابلات والأخر في مجال المحولات والأخير في مجال البلاستيك، فسوق تنزانيا سوق واعدة، وسوف تسهل الدخول لما يقرب من 6 دول حولها عن طريق الشحن البري، كما تقوم المجموعة أيضًا بالتعاقد على مجموعة من السدود داخل أفريقيا.

الميناء الجاف

كما تعمل مجموعة السويدي في الميناء الجاف في 6 أكتوبر، وقد بدأت أعمال الشركة في هذا الميناء منذ العام 2019 بالتعاون مع شركة شنغن العالمية الألمانية، وتتعاون المجموعة أيضًا مع الجانب الروسي في بعض المشروعات كأعمال الضبعة، وإلى جانب كافة هذه المشروعات، تركز المجموعة على التدريب وتعيين الكفاءات، ودائمًا ما تكون مجموعة السويدي اليكتريك على أتم الاستعداد للمساهمة في إنجازات الدولة المصرية من خلال المشاركة في المشروعات القومية العملاقة.

قد يعجبك ايضا

2 تعليقات
  1. […] شركة السويدي للكابلات في مجال الكهربائيات وتدير هذه الشركة وتملكها عائلة […]

  2. […] صادرات مصر من الذهب والحلي والأحجار الكريمة ارتفاع بنسبة 86% خلال الـ 5 أشهر […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬958

مراجعات

1 من 4٬958