أسعار الذهب في مصر تتراجع 8.6% الأسبوع الماضي والجرام يفقد 275 جنيها

تسعير الذهب
تسعير الذهب

شهد الأسبوع الماضي استمرار أسعار الذهب في الهبوط قبل أن تدخل في حالة من التذبذب والتداولات في نطاقات محددة، وذلك في ظل استقرار الأوضاع في السوق المحلي بعد موجة الهبوط الأخيرة في سعر صرف الدولار في السوق الموازي عقب الإعلان عن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 2915 جنيه للجرام ليتداول عند المستوى 2910 جنيه للجرام وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، وذلك بعد ان انخفض يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 2915 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2925 جنيه للجرام.

خلال الأسبوع الماضي سجل الذهب انخفاض بنسبة 8.6% ليفقد 275 جنيه في سعر الجرام، فقد اغلق تداولات الأسبوع عند 2915 جنيه للجرام وكان قد افتتح الأسبوع عند المستوى 3190 جنيه للجرام.

انخفاض أسعار الذهب المحلي يأتي في ظل استمرار موجة الهبوط في السعر التي بدأت منذ الإعلان عن صفقة الاستثمار العقاري بين مصر والامارات في رأس الحكمة، وما نتج عنه من ضخ سيولة دولارية مباشرة في مصر ساعدت على تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي بشكل كبير، ليؤثر سلباً على سعر الذهب.

الأيام الأخيرة شهدت تذبذب في أسعار الذهب في نطاق بين 2900 – 3150 جنيه للجرام، ليبدأ الذهب في تقليص نطاق تداولاته بشكل يومي ويميل إلى التراجع في ظل غياب اتجاه محدد في السوق خلال الفترة الحالية.

خلال الأسبوع استقر سعر صرف الدولار في السوق الموازي كما عاد التوازن بين العرض والطلب على الذهب المحلي، بينما ارتفع سعر الأونصة العالمية بشكل حاد نهاية الأسبوع في الوقت الذي كان سعر الذهب المحلي يتراجع فيه، مما يدل على استمرار تسعير الذهب المحلي في الاعتماد على سعر صرف الدولار الموازي والعرض والطلب حالياً.

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

من جهة أخرى تستمر الأسواق في توقع حدوث تحريك في سعر الصرف الرسمي الذي يعد من متطلبات صندوق النقد الدولي للحصول على الدفعات المؤجلة من القرض إلى جانب زيادة قيمة التمويل.

صرحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة البالغ قيمته 35 مليار دولار ستعمل على تخفيف ضغوط السيولة الخارجية وتسهل عملية تعديل سعر الصرف مع تقلص الفجوة بين سعر الصرف الرسمي الموازي.

‏وأشارت وكالة التصنيف الائتماني أن مصر ستظل تواجه تحديات اقتصادية ومالية كبيرة تضع ضغوطا على وضعها الائتماني، وأن الاقتصاد الكلي في مصر سيكون وضعه صعباً خلال كلا من العام المالي 2024 و2025 بسبب ارتفاع معدلات التضخم وتحقيق نمو ضعيف.

هذا ويبقى الترقب متواجد في الأسواق بشكل عام لقرار تعويم سعر الصرف الرسمي، خاصة بعد تصريح أخير من مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن الصندوق توصل لحل للقضايا الرئيسة مع مصر، وأن اللمسات الأخيرة على حزمة تمويل إضافية ستكون خلال أسابيع.

السعر العالمي للذهب:

اختتم سعر أونصة الذهب العالمية تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، ليسجل الذهب العالمي أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين، وذلك بدعم من البيانات الأمريكية الضعيفة وتزايد الطلب على الملاذ الآمن.

ارتفعت أسعار الذهب الفورية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.3% ليسجل مكاسب بمقدار 47 دولار ويغلق عند المستوى 2082 دولار للأونصة وكان قد سجل اعلى مستوى منذ 9 أسابيع عند 2088 دولار للأونصة.

معظم المكاسب التي حققها الذهب كانت يوم أمس الجمعة مع ختام تداولات الأسبوع، فقد ارتفع يوم الجمعة بنسبة 1.9% مسجلاً مكاسب بمقدار 38 دولار حيث افتتح جلسة الأمس عند 2044 دولار للأونصة وسجل اعلى مستوى عند 2088 دولا،  للأونصة ليغلق عند المستوى 2082 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

صدرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي حيث شهد مؤشر التضخم السنوي عن شهر يناير تراجع إلى 2.4% من القراءة السابقة 2.6%، كما تراجع المؤشر السنوي الأساسي الذي يستثنى عوامل التذبذب إلى 2.8% وهو أقل مستوى منذ ما يقرب ثلاث سنوات من القراءة السابقة 2.9%.

كما صدر مع نهاية الأسبوع بيانات أداء القطاع الصناعي التي أظهرت توسع انكماش القطاع الصناعي الأمريكي خلال شهر فبراير، بالإضافة إلى تراجع في ثقة المستهلكين بشأن مستقبل الاقتصاد.

أكدت هذه البيانات للأسواق أن التضخم مستمر في التراجع التدريجي وفقاً لمخطط البنك الفيدرالي، وأن القطاعات الاقتصادية المختلفة بدأت تعاني من التأثير السلبي لمعدلات الفائدة المرتفعة.

نتيجة لهذا عادت التوقعات للتزايد أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيلجأ إلى البدء في خفض الفائدة في اجتماعه في شهر يونيو القادم، لتضع الأسواق احتمال بنسبة 70% لحدوث هذا.

ساعد هذا على ارتفاع أسعار الذهب بشكل حاد خلال يوم أمس، خاصة أن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات قد انخفض لأدنى مستوى منذ أسبوعين عند 4.178% لينخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.6%.

تراجع عوائد السندات الحكومية يعد يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب باعتباره لا يقدم عائد لحائزيه، ويعمل على زيادة الطلب على المعدن النفيس كبديل مناسب لخروج الاستثمارات من أسواق السندات.

من جهة أخرى عادت المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأمريكي إلى الظهور حيث انخفض سهم بنك نيويورك كوميونيتي بانكورب بنسبة 25.7% بعد أن حقق البنك خسائر ضخمة خلال الربع الرابع من العام الماضي، وأدى هذا إلى انخفاض مؤشر البنوك الإقليمية الأمريكية بنسبة 2.5%. ليتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تداول الذهب
تداول الذهب

الجدير بالذكر ان الطلب يتزايد على الذهب خلال الجلسة الأخيرة من كل أسبوع بسبب تزايد الطلب على الملاذ الآمن قبل اغلاق السوق، وذلك بسبب تخوفات الأسواق من التوترات الجيوسياسية وما قد يحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، لذلك يلجأ المستثمرين إلى حفظ أموالهم في الذهب قبل نهاية الأسبوع.

استطاع سعر الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي أن يخترق مناطق مقاومة قوية مثل منطقة 2040 – 2050 دولار للأونصة وهو الحد العلوي لمنطقة التذبذب التي سيطرت على تداولات الذهب منذ بداية العام.

بالإضافة إلى هذا فقد سجل الذهب اغلاق أسبوعي فوق المستوى 2080 دولار للأونصة، وهو ما يفتح الباب لمزيد من المكاسب في سعر المعدن النفيس، ليستهدف حالياً المستوى 2100 دولار للأونصة.

الجدير بالذكر أن الأسبوع القادم مليء بالأحداث والبيانات الهامة وعلى رأسها اجتماع البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يؤثر على تحركات الذهب بشكل كبير.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

أحدث الأخبار

1 من 4٬942

مراجعات

1 من 4٬942