الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجر بنوك العالم إلى أسعار فائدة قياسية.. الاقتصاد يدفع الثمن

البنك الفيدرالى الامريكي
البنك الفيدرالي الامريكي

يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أسعار فائدة قياسية برفع مرتقب وجديد في أسعار الفائدة بنهاية الشهر الجاري وتحديداً مع الاجتماع المرتقب يوم 26 و 27 يوليو 2022، وتشير التوقعات إلى رفع الفائدة 75 إلى 100 نقطة أساس (0.75% إلى 1%) دفعة واحدة، بعد رفع الفائدة 3 اجتماعات متتالية لتصل الفائدة في أمريكا الآن 1.75%، ومع الزيادة المرتقبة فقد تصل الفائدة في الولايات المتحدة 2.75%.

وهذه التطورات تعني أن البنوك المركزية في العالم ستسير على خطى الفيدرالي الأمريكي بتشديد السياسة النقدية (رفع الفائدة لجمع السيولة وذلك بهدف خفض التضخم الذي سجل مستويات هي الأعلى من 41 سنة تقريبًا)، وبحسب خبراء اقتصاد، فإن رفع الفائدة الأمريكية يتبعه تحريك الفائدة في دول العالم وذلك للحفاظ على هامش من الأموال الساخنة الموجودة والمكونة في احتياطيات كثير من الدول التي تمتلك اقتصاد ناشئ

ويرى الخبراء، أن رفع الفائدة أيضا يعقبه نزوح الدولار من الدول إلى أمريكا وهذا يزيد من تكلفة التجارة العالمية مع ارتفاع الدولار كما يزيد من تكلفة الاقتراض على الدول وهو ما يتسبب في تضرر عدد كبير من الاقتصاديات، عبر تقليل التمويلات للتوسعات في الشركات والمصانع نتيجة الفائدة المرتفعة نتيجة ارتفاع تكلفة الاقتراض، وتأجيل التوسعات الاستثمارية وتراجع النشاط الاقتصادي في الأسواق مما يؤثر على الطاقات الإنتاجية في المصانع وقد تلجأ إلى تسريح العمالة.

تحرك الفائدة في أمريكا يعني تحريك الفائدة في كافة دول العالم، حيث تواصل البنوك المركزية على مستوى العالم إجراء زيادات أكبر في أسعار الفائدة للسير على خطى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في دورة التشديد النقدي التي بدأها بعد ارتفاع التضخم عقب الحرب الروسية الأوكرانية، إذ ستسعى الدول عبر بنوكها المركزية لدعم عملاتها أمام الدولار برفع الفائدة أيضا، وكبح جماح التضخم.

صحيفة فايننشال تايمز، قالت في تحليل أجرته هذا الشهر، أن نحو 55 بنكا مركزيا أجروا 62 زيادة في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل في الأشهر الثلاثة حتى يونيو 2022، فيما أعلن أيضا عن 17 زيادة أخرى في أسعار الفائدة في يوليو 2022، مما يجعلها الأكبر في تحركات السياسة النقدية عن أي وقت مضى من هذا القرن.

ماذا بعد رفع الفائدة الأمريكية؟

الأداء القوي للدولار هو المحرك الرئيسي للارتفاعات الكبيرة في أسعار الفائدة ي العالم، حيث تحاول الدول وخاصة الأسواق الناشئة التعامل مع التضخم برفع الفائدة، وقال أحد مديري المحافظ الاستثمارية لصحيفة فايننشال تايمز: “نرى الآن اتجاها محموما لرفع أسعار الفائدة في الوقت الحاضر، آخر ما يريده أي شخص هو العملة الضعيفة”.، إلا أن الزيادة بمقدار 50 نقطة أساس “0.5%” في أسعار الفائدة أصبحت لا تكفي في الولايات المتحدة، إذ من المرجح أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي خلال اجتماعه المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وتكشف بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي عن التوقعات بأن يزيد الاحتياطي الفيدرالي من دورة التشديد النقدي بزيادة كبيرة بمقدار 100 نقطة أساس، إلا أن بعض صانعي السياسة سعوا منذ ذلك الحين لاستبعاد تلك الخطوة وتوقعوا أن يقوم الفيدرالي بدلا من ذلك بزيادة أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وفي كلا الحالتين فإنه لا بديل أمام البنوك المركزية في العالم إلا الاتجاه لرفع الفائدة لديها.

قد يعجبك ايضا

3 تعليقات
  1. […] العالمية تسير نحو الطريق الذي لا يحمد عقباه، فلقد قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المنتهي منذ قليل رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 […]

  2. […] خفض وتير ارتفاع أسعار الدولار، وتزداد التوقعات برفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر […]

  3. […] العالمية وخاصة بدول الخليج العربي، قبل أن يعاود الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة مرة أخرى في الشهر التالي، بواقع 75 نقطة مرة […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬861

مراجعات

1 من 4٬861