الركود الاقتصادي يقترب .. صدمة أسعار السلع تتلاشي والأسواق تتراجع

الركود الاقتصادي

يبدو أن العالم يدخل في مرحلة ما قبل صدمة الركود الاقتصادي، فأسعار السلع تشبعت من كثرة الصعود على مستوى العالم، وقدرات المستهلكين في تراجع مستمر، الأمر الذي ينذر ويهدد بركود طويل الأجل وفق بعض التقديرات من المؤسسات المالية، خاصة وأن هناك تراجع حالي في أسعار الطاقة والمعادن والسلع نتيجة شبه صدمة تعرض لها الاقتصاد العالمي.

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، في تقرير اقتصادي لها، أن أسعار السلع الأساسية تواصل تراجعها مع تأثر الأسواق المالية بالتهديدات المتزايدة بحدوث بالركود الاقتصادي الكبير، وتراجعت أسعار كل من الطاقة والمعادن والسلع الغذائية في إشارة واضحة إلى تشبع العالم من الارتفاعات المتتالية للأسعار وتلاشي جزئي لآثار الصدمات التضخمية.

على أي شئ يراهن المستثمرون؟، حاليًا الجميع يراهن على أن التباطؤ الاقتصادي المحتمل سيحد من الطلب العالمي على السلع ويخفف من تأثير صدمة العرض التي دفعت الأسعار إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا 2022، وانخفض أيضا النفط بشكل ملحوظ متراجعا عن ذروته الأخيرة التي جاءت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز للأسعار الزراعية بنسبة 28% منذ ارتفاعه القياسي في مايو، وانخفض مؤشر بورصة لندن للمعادن بمقدار الثلث منذ مارس، بحسب ما نقلته انتربرايز.

أسعار النفط هي المؤشر الحقيقي لوضع الطلب العالمي، حيث هبط خام برنت لليوم الثاني على التوالي في تداولات الأربعاء 6 يوليو 2022، منهيا الجلسة دون مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل 2022 وهو مؤشر على انخفاض عالمي وتراجع وتيرة الطلب تعني مزيد من التباطؤ الاقتصادي الوشيك الذي يمكن أن يدفع إلى مرحلة ركود

وسجل خام برنت تراجعا بنحو 10% في الأسبوع الأول منيوليو 2022، منخفضا بمقدار الثلث تقريبا من أعلى مستوى له في مارس 2022، وقال محللون لدى سيتي جروب هذا الأسبوع إن النفط قد يتداول عند مستوى 65 دولار للبرميل بنهاية 2022 إذا ثبتت صحة التوقعات بحدوث ركود وشيك

في سياق متصل، يرى بنك جولدمان ساكس، أن الأسواق متسرعة للغاية “في حين أن احتمالات حدوث ركود آخذة في الارتفاع بالفعل، فمن السابق لأوانه أن تستسلم سوق النفط لمثل هذه المخاوف”، وفقا لما كتبه محللون في مذكرة تناولتها بلومبرج، وأضافوا: “الاقتصاد العالمي لا يزال آخذ في النمو، مع التوقعات بأن يفوق ارتفاع الطلب على النفط هذا العام بشكل كبير نمو الناتج المحلي الإجمالي”.

ماذا عن وضع الحرب وهل يمكن أن نرى المزيد من صدمات العرض مع تدهور العلاقات بين روسيا والغرب، وهنا يرى بنك جيه بي مورجان، أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 380 دولار للبرميل إذا أجرت موسكو مزيدا من التخفيضات على الإمدادات مع اشتداد المواجهة مع الغرب في مجال الطاقة، في حين أن الدول الكبرى المنتجة وصلت إلى ذروة إنتاجها مؤخرا لتلبية تنامي جزئي في الطلب، إذ يرى الجميع أنه لا غني عن النفط الروسي بشكل مفاجئ وفوري.

قد يعجبك ايضا

3 تعليقات
  1. […] العالم موجة من الركود الاقتصادي خلال الفترة القادمة، فلم يستطع العالم التعافى من […]

  2. […] برفع أسعار الفائدة مرة اخري ما ينذر بحالة أكيدة من الركود الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، وتضغط أسعار النفط على الاقتصاد […]

  3. […] جانب آخر، توقع الاقتصاديون لدى “جولدمان ساكس” انكماش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 0.1% في الربع الثالث […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬859

مراجعات

1 من 4٬859