تعتبر صناعة الحديد والصلب من أهم الصناعات الوطنية التي توفر استثمارات بما يتجاوز 150 مليار جنيه وتوظيف آلاف العمال في مصر، وهنا شركات وطنية رائدة في هذا المجال رفعت على عاتقها عبء تطوير هذه الصناعة، ومنها شركة حديد عز التي يقودها رجل صناعة من الطراز الفريد وهو المهندس أحمد عز، والذى استحق لقب شيخ صناع الحديد، لما لشركات “عز” من تأثير إيجابي على صناعة الصلب في مصر والشرق الأوسط، وكذلك وقفت شركة حديد عز بقوة بجانب الدولة في مشروعاتها القومية، واتاحت إنتاج بمواصفات عالمية يليق مع المشروعات العملاقة.
ولمن لا يعرف رجل الأعمال والصناعة الوطني أحمد عز فإنه يرأس مجموعة شركات عز الصناعية والتي تضم شركة عز الدخيلة للصلب بالإسكندرية، وشركة عز لصناعة حديد التسليح بمدينة السادات، وعز لمسطحات الصلب بالسويس، ومصنع البركة بالعاشر من رمضان، وشركة عز للتجارة الخارجية بالإضافة إلى شركة سيراميك الجوهرة، وتعتبر شركاته أكبر منتج للحديد في الوطن العربي بل والشرق الأوسط.
وأنشأ في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي مصانع العز للسيراميك والبورسلين المعروفة باسم “الجوهرة”، ثم عدة مصانع لصناعة الصلب في العاشر من رمضان، ثم مدينة السادات، ثم مدينة السويس حتى دخوله كمستثمر رئيسي في شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب (الدخيلة) بالإسكندرية في عام 1999 (المعروفة الآن باسم شركة العز الدخيلة للصلب بالإسكندرية).
حديد عز تأسست في أبريل 1994، وتعد أكبر منتج مستقل للصلب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمد شركة حديد عز سوق الحديد في مصر بنحو 40% من احتياجاته، تعد حديد عز أحد أسرع منتجي الصلب نمواً وأكثرهم مواكبة للتطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة المتاحة فى العالم، وتبلغ الطاقات الإنتاجية لمصانع عز فى مصر 7 مليون طن سنوياً من منتجات أطوال ومسطحات الصلب.
ساهمت حديد عز في ترسيخ اسم مصر في صناعة الحديد والصلب في الشرق الاوسط وافريقيا، وبفضل هذه الشركة تحولت مصر من مستورد للحديد والصلب إلى أكبر مصنعيه بل الاتجاه للتصدير، وتستوعب مصانع عز اعداد كبيره من الأيدي العاملة المصرية مما يساهم في تقليل نسبة البطالة بين الشباب المصري.
رغم معاناة أغلب شركات الحديد في مصر من خسائر في السنوات الأخيرة مع تراجع الطلب على حديد التسليح، إلا أن حديد عز تمكنت من تخطي هذه الأزمة وتحقيق أرباح بفضل الارتفاع القوي في صادراتها وتحديدًا إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تُعد إحدى أبرز الأسواق الرئيسية لمنتجات حديد عز. وقد ساهمت معدلات النمو المطردة فى المنطقة وما صاحبها من تنمية فى خلق طلب متزايد على منتجات الصلب عالي الجودة فى تلك الدول، الأمر الذي يجعل من حديد عز ميزان لحركة سوق الحديد في مصر والمنطقة العربية والشرق الأوسط.
حديد عز رائدة صناعة الصلب فى الشرق الأوسط من خلال ما تنتجه من منتجات عالية الجودة من أطوال ومسطحات الصلب التي تستخدم فى قطاعات عديدة ومنذ نشأتها استطاعت حديد عز أن تحقق نمواً متسارعاً لتصبح أكبر مُنتِج متكامل فى صناعة الصلب فى مصر، ومن أكبر المنتجين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن دورها كلاعب فاعل فى الأسواق العالمية لتلك الصناعة.
وحرصت حديد عز على مدار تاريخها على أن تكون إحدى أبرز الشركات الرائدة فى مجال استخدام أحدث التقنيات المتاحة فى صناعة الصلب، مع التركيز على مواصلة الاستثمار فى إنشاء مصانع متطورة لإنتاج الصلب، الأمر الذى مكَنها من رفع طاقاتها الإنتاجية وتحسين جودة منتجاتها على مدار تاريخها.
ومع توسعات الشركة في السوق المحلي، أعلنت شركة حديد عز عن إتمام عملية الاستحواذ على حصة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة فى شركة حديد المصريين بقيمة إجمالية قدرها 2.5 مليار جنيه تقريبا، وهو ما يؤكد النظرة المستقبلية الإيجابية عن السوق المصري لكونه أحد أهم الأسواق الواعدة في صناعة وتصدير الصلب.
شركات عز تعتبر خير سفير للإنتاج الوطني في عدد كبير من دول المنطقة، حيث وأوضحت الشركة في بيان لها في أكتوبر 2021، أنه وفقا لتدقيق ومراجعة الجهاز المركزي للمحاسبات، بلغت قيمة الصادرات 1.013 مليار دولار في الفترة من يناير وحتى سبتمبر الماضي، أي خلال 9 أشهر تمكنت حديد عز من تصدير منتجات بأكثر من مليار دولار، وهو ما يجعل المهندس أحمد عز بما لا يدع مجالاً للشك مهندس وشيخ لهذه الصناعة، خاصة أن التصدير كان في عام تعرضت فيه حركة التجارة العالمية لأزمة كبيرة نتيجة خلل سلاسل الامداد والتوريد.
