د. مها الشيخ : البلدان النامية ستواجه أكبر قدر من الاضطراب جراء أزمة الغذاء العالمية

د. مها الشيخ

قالت الخبيرة الأردنية في سلاسل الامداد والتوريد، الدكتورة مها الشيخ، إنه ليس من المستغرب أن تكون البلدان الأشد فقرا وضعفا هي الأكثر تضررا – وخاصة تلك المستوردة للأغذية، ولديها عدد كبير من السكان الفقراء، ومثقلة بالفعل بأعباء الديون عالية.

وأوضحت الدكتورة مها الشيخ، أن ذلك يشمل قسما كبيرا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تلقت في السنوات الأخيرة نحو نصف إجمالي صادرات أوكرانيا من القمح، فضلا عن إندونيسيا وسريلانكا وباكستان والهند وأمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان.

وبعيدا عن التداعيات الإنسانية لأزمة الغذاء العالمية وارتفاع الأسعار الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أشارت الدكتورة مها الشيخ، إلى أن التداعيات السياسية وخيمة أيضا، مع ارتفاع خطر الاضطرابات الاجتماعية، والهجرة الجماعية، وعدم الاستقرار العام.

وأكدت الشيخ، أن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ستواجه أكبر قدر من الاضطراب، لافتة إلى أننا نشهد هذا بالفعل في باكستان وسريلانكا وبيرو، حيث أثار التضخم الغذائي المرتفع احتجاجات عنيفة وأطاح بالحكومات.

وأكدت د. مها الشيخ، أن التأثير الهائل لأزمة الغذاء العالمية على البلدان الأكثر ضعفا هو أحد الأسباب؛ حيث إن الحرب في أوكرانيا تستحق اهتماما أكبر من الصراعات في سوريا واليمن وأفغانستان – ليس لأن الأرواح الأوكرانية تساوي أكثر من الأرواح السورية واليمنية والأفغانية، ولكن لأن الأضرار الجانبية لأفقر الناس في العالم أكبر بكثير.

أضافت: كما أن ذلك يساعد في تفسير سبب وجود انقسام متزايد بين الغرب والدول النامية حول كيفية الرد على العدوان الروسي، في حين أن روسيا مسؤولة أخلاقيا عن أزمة الغذاء العالمية – بعد أن غزت أوكرانيا دون استفزاز.

ونوهت بأن الكثيرون في العالم النامي يرون أن العقوبات الغربية هي بنفس القدر (أو أكثر) المسؤولة عن آلام الجوع، مشددة على أن هذا يضع المجتمع الدولي في مأزق بعض الشيء: إما معاقبة روسيا على حساب زيادة الجوع في البلدان الفقيرة، أو السماح لروسيا بالاستفادة من بيع الغذاء للعالم حتى مع استمرارها في الحرب مع أوكرانيا.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬956

مراجعات

1 من 4٬956