رئيس مركز تحديث الصناعة يكتب.. الإدارة في عصر الثورة الصناعية الرابعة

نعيش حاليا في عالم مختلف، عالم يتداخل ويتقاطع فيه العالم الواقعي Physical مع العالم الرقمي Digital مع العالم الافتراضي Virtual, هذه التداخلات والتقاطعات ينتج عنها الكثير من الفرص والتحديات، الامر الذي يحتاج الي وجود طفرة كبيرة في طريقة التفكير والادارة للتعامل مع هذه التحديات والفرص عن طريق ابتكار نماذج أعمال Business Models تتكامل فيها هذه العوالم الثلاث للتمكن من فتح أسواق جديدة لا تعتمد فقط علي منتجات وخدمات نمطية ولكن إبتكار منتجات وخدمات وعمليات رقمية/افتراضية والتي تنمو بشكل متسارع و ظهور إقتصاد من نوع جديد (الاقتصاد الرقمي) ينمو بسرعة مذهلة إذ أصبح يقترب من ربع قيمة الاقتصاد العالمي وذلك في غضون سنوات قليلة. الأمر الذي يتطلب من المديرين وقادة الاعمال الوعي الشديد والاهتمام بمعرفة تحديات وفرص وأدوات هذه الثورة الرقمية/ الصناعية والألمام بعدد من التخصصات (الإدارة والهندسة و تكنولوجيا المعلومات).ومن الأمثلة لهذه التكنولوجيات: الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية ، تحليل البيانات ، التكنولوجيا الحيوية ، انترنت الأشياء، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وعلوم الروبوتات، والتواصل بين الآلات.تتميز هذه التكنولوجيات بأنها تتواصل / تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق تطبيقات مبتكرة ذات ميزات تنافسية جديدة و قيمة مضافة عالية.لتوضيح الفكرة نعطي مثال أوبر الذي ابتكر نموذج عمل اعتمد علي تكامل عدة تكنولوجيات مثل الGPS و التليفون الذكي وتحليل البيانات مع السائق والسيارة لعمل نموذج مبتكر في طريقة نقل الركاب واعطاء ميزة تنافسية وقيمة مضافة علي باقي الحلول التي كانت متاحة.ويحب الاشارة هنا الي ان تطبيق هذه التكنولوجيات يواجه عدد من التحديات منها:١- قلة الوعي بما و بما سيتحقق من فوائد من استخدامها بداية من خفض التكلفة، تحسين الجودة و حتي ابتكار منتجات وخدمات جديدة.٢- التأخر فى تطبيق الثورة الصناعية الثالثة (التي بدأت في منتصف الثمانينيات ) (مثل أتمتة خطوط الإنتاج والمراقبة الرقمية للعمليات وتجميع ومراقبة البيانات رقميا ) ٣- تخوف قادة الشركات من القدرة علي توفير الاستثمارات والقدرات البشرية اللازمة لتسريع تطبيق تكنولوجيات الثورة الصناعية الثالثة والدخول في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة..التحول الرقمي وتطبيق تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة أصبح ضرورة وليس اختيار ومن لن يتأقلم بسرعة سوف يفقد مكانته وقدرته علي المنافسة والاستمرار سواء للافراد او المنظمات او الدول. وخير دليل علي ذلك أن الشركات والدول التي حققت طفرة اقتصادية ومعدلات نمو عاليه خلال العشر سنوات الماضية هي التي أخذت طريق التحول الرقمي والابتكار وتطبيق هذه التكنولوجيات. والأمثلة علي ذلك كثيرة (امازون، تسلا، أبل، علي بابا ، ال جي ، هواوي ، اوبر ، سويفل، وخلاف ذلك كثير).لذلك يقوم مركز تحديث الصناعة ممثلا لوزارة التجارة والصناعة بالعمل علي تسريع تطبيق الثورة الصناعية الثالثة ورفع الوعي بتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتحديد التكنولوجيات المناسبة للقطاعات الصناعية المختلفة وأنسب التكنولوجيات التي تضيف قيمة الي كل قطاع صناعي وذلك بهدف زيادة تنافسية الصناعة المصرية وختاماً يجب التأكيد علي ان تنمية المهارات للموارد البشرية تعتبر العامل الرئيسي لتحقيق القيمة المضافة و النمو الاقتصادي المستدام

قد يعجبك ايضا

تعليق 1
  1. […] مركز تحديث الصناعة قصة نجاح جديدة مع الشركة الرباعية فورتكس للنسجيات […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬815

مراجعات

1 من 4٬815