يتساءل الكثير من الناس عن مسار صعود أسعار الذهب وهبوطه في هذه المرحلة، نظرًا لما شهده المعدن الأصفر في الآونة الأخيرة من تذبذبات سعرية، فمن يبحث عن الشراء أو البيع في الوقت الحالي يتبادر إلى ذهنه سؤال: هل الوقت الآن مناسب لذلك أم لا؟
وحتى نجيب على هذا السؤال، رصدنا في “اقتصادنا” مسار أسعار الذهب في العقد الأخير، ليتضح لنا أن أسعار المعدن النفيس في صعود مستمر، وهذا إن أكد فإنما يؤكد على أن الذهب بالفعل هو الملاذ الآمن، وهو الأداة التحوطية الناجعة ضد مخاطر التضخم، الذي ضرب الكثير من بلدان العالم، وذلك على أثر ما أحدثته جائحة كورونا في الأسواق العالمية، واقتصاديات الدول الكبرى، وما تبع ذلك من ضرب لاقتصاد العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت لها كلمة فصل في تهديد الكثير من الدول، وتهديد الأمن الغذائي للكثير من الدول.
رحلة صعود أسعار الذهب في العقد الأخير
وتشير الأرقام والتقارير الخاصة بأسعار الذهب إلى أن الذهب بلغت أسعاره ببداية العام 2013 حوالي 264 جنيه لجرام الذهب عيار 21، وهو العيار الوسيط الذي نقوم بقياس السوق عليه، وذلك في وقته عادل 37 جرام، إذ أن الدولار في هذا الوقت كان يساوي 7 دولارات فقط، وللعلم فإن جرام الذهب من عيار 21 منذ العام 2000 وحتى العام 2016 (عام التعويم الأول للجنيه) ارتفع سعره من 28 جنيهاً إلى حوالي 500 جنيها، ليربح ما يقرب من 472 جنيها، بنسبة ارتفاع بلغت نسبتها 1685%، الأمر الذي يعني تضاعف الأسعار بحوالي 41.6 مرة خلال هذه الفترة.
وبالنظر إلى الفرق السعري للذهب في الفترة ما بين 2013 حتى بداية 2023، فنجد أن أسعار الذهب الآن لامست حدود الـ 1800 جنيه، الأمر الذي يعني أن سعر الذهب في العشر سنوات الماضية حدثت له قفزة بنسبة 600% تقريبًا، وبالتركيز على الفترة من 2020 وحتى 2022 فإن أسعار الذهب سجلت قفزة بنسبة 31.4% بعدما ارتفع سعر الجرام من 685 جنيها إلى نحو 900 جنيه، ليربح الغرام نحو 215 جنيهاً.
ومع بداية العام المنصرم وحتى يونيو من نفس العام، سجلت الأسعار ارتفاعاً بنسبة 37.7% بعد أن قفزت أسعار الجرام عيار 21 من مستوى 900 جنيه إلى حوالي 1240 جنيها، وهي أعلى قمة سجلها الذهب على الإطلاق في مصر قبل أن يصل حاليًا إلى 1800 جنيه.
يذكر أن أسعار الذهب خلال الـ38 عاماً الأخيرة، سجلت قفزة بنسبة 10233%، ليتضاعف سعر الجرام بما يقرب من 150 مرة، وذلك بعدما ارتفع سعره من مستوى 12 جنيها في عام 1985 إلى حوالي 1800 جنيهاً في 2023. وقد بلغ متوسط الزيادة السنوية خلال الـ37 عاماً الماضية حتى 2022 نحو 276.5%، أما مضاعف السعر فقد بلغ حوالي 2.78 مرة في كل عام منذ عام 1985 وحتى 2022.
ومن خلال هذا التحليل والتقرير يمكن القول بأن الذهب من السلع التي لا تخسر، وليس الذهب بالاستثمار المربح إلا إذا كان الاستثمار فيه عن طريق التجارة، لكن الذهب يحافظ على قيمة المال من التضخم، فمعدلات ارتفاع أسعار السلع والمنتجات هي نفسها معدلات ارتفاع الذهب بل الذهب ربما يكون بنسبة أكبر، الأمر الذي يؤكد على أن الذهب بالفعل هو الملاذ الآمن.
تسعير الذهب في مصر
وحتى يتم السيطرة على تسعير الذهب في مصر والحد من التلاعب فيه ومعاملة الذهب على أسعار الدولار في السوق السوداء، تقوم الحكومة في الوقت الحالي باتخاذ بعض التدابير للسيطرة على سوق الذهب، لذلك سوف تعلن شاشات البورصة المصرية خلال هذا الشهر أسعار الذهب، تمام كما يتم الأمر مع الأسهم والشركات المتداولة في البورصة، بالقياس على السعر العالمي للمعدن النفيس، الأمر الذي من المتوقع أن يحد من التلاعب في أسعار الذهب من قبل كبار الشركات والتجار.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.