كيف تستفيد أفريقيا من البريكس؟

قادة الدول الأفريقيية
قادة الدول الأفريقيية

قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامفوزا إن قمة تجمع “البريكس”، تأتى فى خضم موقف دولى متوتر، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؛ وهو ما انعكس على بلدان القارة الإفريقية ومصالحها وجعل من إفريقيا، ساحة لحروب دبلوماسية لا تتوقف بين الغرب وروسيا والصين؛ تتعالى فيها سخونة المنافسة على المصالح وتعزيز النفوذ فى إفريقيا الغنية بمواردها الطبيعية.

ودعا رئيس جنوب إفريقيا – فى مقابلة أجراها مع “القناة الإفريقية المستقلة (إيه.أى.تى)” التى تبث فى العاصمة النيجيرية (أبوجا) – إلى استثمار مناخ التنافس الدولى لتعظيم مكاسب إفريقيا، وذلك من خلال بناء شراكة استثمارية بين دول القارة وتجمع البريكس .

وقال رئيس جنوب إفريقيا ، إن القمة ستركز على دعم اهتمام دول البريكس بإفريقيا وقضاياها التنموية وكذلك تلك المتعلقة بالاستثمارات وهو ما يحتاج إلى مناخ مستقر على المستوى الوطنى فى بلدان القارة.

 وفى يونيو الماضى التقى وزراء خارجية دول بريكس فى كيب تاون بجنوب أفريقيا تحضيرًا لقمة الزعماء الحالية، لمناقشة الأدوات التى تمتلكها الكتلة للتخلص من هيمنة النظام الاقتصادى العالمى، تضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات المحلية لحماية بنك التنمية الجديد التابع للكتلة من العقوبات، وإزالة الدولرة فى التجارة على نطاق أوسع، وأكد وزراء خارجية بريكس، طموح كتلتهم فى التنافس مع القوى الغربية، إذ عبروا فى تصريحات خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات الحالية، عن تطلع الكتلة لعالم متعدد الأقطاب.

ودعا وزراء الخارجية إلى “إعادة توازن” النظام العالمى، إذ قال وزير الخارجية الهندى سوبراهمانيام جايشانكار فى مستهل الاجتماع، أن “العالم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة”، وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدى باندور: “رؤيتنا لمجموعة بريكس هى توفير قيادة عالمية وسط عالم تمزقه المنافسة والتوتر الجيوسياسى وعدم المساواة وتدهور الأمن العالمي”

اعتماد أفريقيا على”الصين وروسيا والهند”

وتعتمد الدول الأفريقية على مجموعة البريكس في توفير سلع غذائية ومدخلات إنتاج رئيسية، ورغم عدم وجود حصر بالسلع المستوردة أو حجم التجارة بين الدول الأفريقية ودول التجمع- إلا أن التجارة بين الصين وإفريقيا في 2022 وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 282 مليار دولار، بزيادة 11 % على أساس سنوي، مدعومة بارتفاع أسعار السلع الأساسية، وإعادة فتح التجارة في الصين بعد أزمة كورونا، ووفقا لسلطات الجمارك الصينية، بلغ إجمالي الصادرات إلى إفريقيا 164.49 مليار دولار في الأشهر الـ12 حتى ديسمبر بزيادة 11.2 بالمئة على أساس سنوي.

وارتفعت الواردات من القارة بمعدل مماثل لتصل إلى 117.51 مليار دولار في نفس الفترة، كما تعتمد الدول الأفريقية في واردات الحبوب الروسية بنسبة كبيرة، إذ كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أن التبادل التجاري الزراعي بين روسيا وإفريقيا سجل نمو بنسبة 10 بالمئة إلى 6.5 مليار دولار 2022، وأخيرا فقد سجل حجم التبادل التجاري بين الهند وإفريقيا، رقما قياسيا بلغ 89.5 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2020/2021 حيث تستفيد 33 دولة إفريقية من تفضيل الهند للإعفاء من الرسوم الجمركية.

وترى لجنة التجارة في اتحاد الصناعات المصري، أنه رغم صعوبة الوصول إلى اتفاق على التجارة بالعملات المحلية بين دول البريكس أو الوصول إلى عملة موحدة بعيدا عن الدولار، إلا أن الدفع في الاتجاه للاعتماد على العملات المحلية يحد من الضغط على اقتصاد الدول الأفريقية خاصة وأن الميزان التجارى لأغلب الدول الأفريقية يتعرض لضغط كبير من ارتفاع الدولار، وهو ما سيكون فرصة جيدة لدول القارة الأفريقية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

أحدث الأخبار

1 من 4٬916

مراجعات

1 من 4٬916