مائة يوم من الحرب .. ماذا بعد؟

الحرب الروسية الاوكرانية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية شهد العالم الكثير من التقلبات الاقتصادية والسياسية بسبب الحرب وتأثر العالم أجمع بفعل هذه الحرب، بسبب حدوث نقص كبير في سلاسل الإمداد، وارتفاعت أسعار السلع والخدمات في السوق العالمي، وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات التضخم في جميع دول العالم تقريبا، وتعتبر روسيا أحد أهم الدول التي تمد العالم بحوالي 30% من السلع والغذاء، فعلى سبيل المثال لو تكلمنا عن سلعة مثل القمح فتعتبر روسيا أكبر دوله تصدر القمح على مستوي العالم، حيث صدرت للعالم في عام 2021 ما يقرب من 32.9 مليون طن من القمح وصدرت أوكرانيا ما يقرب من 20 مليون طن من القمح، وتعتبر أوكرانيا هي صاحبة المركز السادس من المصدرين للقمح علي مستوى العالم.

العقوبات الأوروبية علي الاقتصاد الروسي

مع بداية الحرب بدأت الدول الأوروبية بالتفكير في كيفية ردع روسيا عن الحرب وحثها علي وقف غزوها لأوكرانيا فتم التباحث في خطوة المواجهة العسكرية إلا أنها لاقت عدم الموافقة لأنها ستكون حرب عالمية لا يعلم أحد متى ستنتهي وكيف تنتهي، فتم اللجوء إلى الحرب الاقتصادية من خلال توقيع العقوبات علي الاقتصاد الروسي، وزيادة الضغط على الدب الروسي لوقف الحرب، وبدأت العديد من حزمات العقوبات علي الاقتصاد الروسي من خلال كافة أصوله في الاتحاد الأوروبي وأيضا خروج جميع البنوك الروسية من نظام سويفت للبنوك، والذي يعتبر أكبر تجمع للبنوك على مستوى العالم، وأيضا تجميد الأصول والممتلكات لرجال أعمال روسيين، وأدى ذلك إلى انفخاض قيمة العملة المحلية إلى أكثر من 30% أمام الدولار.

صعوبة العقوبات الأوربية علي النفط الروسي

يعتبر النفط الروسي عصب الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يمثل النفط 40% من إجمالي الطاقة المستخدمة في دول الاتحاد الأوروبي وتعتبر ألمانيا أكبر المستهلكين لقطاع الطاقة الروسي، حيث تعتمد عليه في تشغيل محطات الكهرباء، وأيضا في العديد من الصناعات، ويصل اعتماد ألمانيا علي الغاز الروسي إلى ما يقرب من 55% من استهلاكها، و63% بولند، و17% فرنسا ، و90% بولغاريا، و40% إيطاليا.
وهناك مشاريع طاقة مشتركة بين روسيا والاتحاد الأوروبي تم تعليقها بسبب الحرب مثل مشروع “نورد ستريم 2” ، وتسعي الدول الأوروبية إلى إيجاد بديل للنفط الروسي، حيث في آخر اجتماع للاتحاد الأوروبي تم اتخاذ قرارًا بعدم الاعتماد علي النفط الروسي بنهاية العام الجاري 2022 مع السماح لبعض الدول بالاعتماد على النفط الروسي لعدم قدرتهم على توفير بديل له في الوقت الراهن.

الرد الروسي على العقوبات الأوروبية على الاقتصاد الروسي

الروبل الروسي

قامت روسيا وفقًا لما قاله فلادميربوتين الرئيس الروسي بفرض عقوبات أيضا على الدول الأوروبية، وتم وضع قائمة للدول الصديقة وغير الصديقة، مع قرار دفع قيمة النفط بالروبل وذلك لدعم العملة المحلية وزيادة قوتها في مواجهة التقلبات الاقتصادية، وأيضا فتح العديد من الأسواق الأسيوية للنفط الروسي ليكون بديل عن الاتحاد الأوروبي، وقامت روسيا بتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية مع العديد من دول العالم، كما هددت روسيا بوقف السلع الغذئية التي يتم تصديرها للدول الأوروبية وتمثل جزءًا كبيرًا من السوق الأوروبي.

قد يعجبك ايضا

تعليق 1
  1. […] الحرب في أوكرانيا ادت إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الأساسية ، وتعد […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬815

مراجعات

1 من 4٬815