مشروعات البتروكيماويات قاطرة جذب الاستثمارات إلى مصر

نهضت الدولة المصرية في قطاع البتروكيماويات، من خلال إتاحة البيئة العاملة على جذب الاستثمارات في البنية التحتية، والمشروعات القومية الكبرى، لتصبح مركزًا لإنتاج وتداول الغاز الطبيعي في المنطقة وعضوًا أساسيًّا في سوق الغاز الطبيعي العالمي، وقد مكنت العوامل والثروات الطبيعية التى تتميز بها مصر من التقدم نحو خطتها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وأعطت اهتمامًا كبيرًا بقطاع البتروكيماويات، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كونه من الصناعات التكميلية الهامة التي تدفع عجلة الإنتاج وتحسين وتيرة الاقتصاد المصري، من خلال إقامة المشروعات التى تمثل فرصًا جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية؛ كمشروع مجمع البحرالأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروعات البتروكيماويات بالظهير الصناعي للعلمين الجديدة.

ويأتي أهمية قطاع البتروكيماويات كركيزة أساسية في زيادة الإنتاج المحلي من الخامات المختلفة التي تدخل في العديد من المجالات لتقليل الاستيراد وتوفير كميات للتصدير لرفع الفائض الدولاري من هذه الصناعة الذي بلغ الإنتاج المحلي منها 4.3 مليون طن سنويا، بإيرادت بلغت 3.3 مليار جنيه.

وقد قال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، في تصريحات صحفية، إن مصر تعمل على خطة متكاملة لتطوير المشروعات البتروكيماويات بالتوازي مع المشروعات الجديدة، وأن الدولة نجحت في استعادة الإنتاج من مشروع إنتاج الستيرين والبولي ستيرين بالدخيلة، وتجاوز الصعوبات التي واجهتها خلال السنوات السابقة، جاء ذلك في اجتماعه مع الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.

 

المشروعات القومية بـ قطاع البتروكيماويات

مشروع البحر الأحمر

يُعد من أولويات المشاريع التى تنفذها الحكومة المصرية، لأنه من المشروعات القومية الضخمة في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، ويتوقع أن يصل إنتاجه إلى  3.5 مليون طن سنويا من المنتجات البتروكيماوية والبترولية باستثمارات 11.7 مليار دولار لكافة مراحله، كما أنه سيوفر منتجات جديدة يتزايد عليها الطلب للسوق المحلي والتصدير وخاصة منتج البوليستر، ويهدف أيضا إلى التحول من إنتاج المواد البتروكيماوية التقليدية إلى إنتاج مواد بتروكيماوية متخصصة لتلبية احتياجات الأسواق وتصدير الفائض.

يذكر أنه تم وضع حجر الأساس للمشروع  في يونيو من العام 2021، الذي ينفذه تحالف شركات إنبى وبتروجت وبِكُتل التصميمات الهندسية.

مشروع مجمع  العلمين

أكد الملا، أن مشروع مجمع العلمين يهدف إلى إنتاج 3 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة و535 ألف طن سنوياً من المنتجات البترولية وبتكلفة استثمارية تقديرية 7.6 مليار دولار للمرحلة الأولى، مضيفاً أنه تم بذل جهود لتوفير البنية اللازمة لاستيعاب إمدادات الوقود اللازمة لجهود التنمية بالعلمين الجديدة، حيث أنه تم تطوير ميناء الحمرا البترولي وزيادة قدراته وتحويله لميناء متكامل  وبدء إقامة توسعات جديدة بالأراضي التي تم تخصيصها بجواره بدعم ومتابعة من القيادة السياسية، والإعداد لإقامة منطقة تخزين وتداول للمنتجات البترولية خاصة بعد مد خطوط لنقلها من الإسكندرية بعد الانتهاء من مد خط غاز العلمين الجديدة لتغذية المنطقة بالغاز الطبيعي.

 

مشروع إنتاج الألواح الخشبية

يعتبر مشروع إنتاج الألواح الخشبية من المشروعات متوسطة الكثافة الذي يحقق مردودا بيئيًا واقتصاديًا كبيرًا، ويبدأ التشغيل التجريبي للمشروع في الأشهر المقبلة بمحافظة البحيرة، ويهدف إلى إنتاج 205 آلاف متر مكعب سنوياً اعتماداً على 250 ألف طن سنويا من قش الأرز، باستثمارت تبلغ 284 مليون يورو، ويعمل أيضا المشروع على المساهمة في تلبية احتياجات السوق المحلي، بالإضافة إلى أنه أحد الحلول الصديقة للبيئة التى تعمل على تقليل التلوث الناتج عن حرق قش الأرز.

مشروع إنتاج الإيثانول

يساهم مشروع إنتاج الإيثانول الحيوي في استغلال الموارد المتاحة محلياً من المولاس بشركات السكر لإنتاج 100 ألف طن سنوياً من إنتاج الإيثانول الحيوي، وباستثمارات تبلغ  112 مليون دولار، وجاري إعداد الطرح على مقاولي العموم، وتوقيع مذكرات التفاهم لتسويق المنتجات ، والتعاون مع  بنوك محلية لتمويل المشروع الذي سيسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بحوالي 300 ألف طن سنويا.

 مشروع مجمع السليكون المعدني ومشتقاته

يأتي المشروع بتكلفة استثمارية تبلغ 700 مليون دولا، ويقام في المنطقة الصناعية بالعلمين الجديدة لسد الفجوة الاستيرادية من مادة السيليكون، مما يدعم استراتيجية الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية وتعظيم قيمتها المضافة، حيث تتعدد استخدامات مادة البولي سيليكون في تصنيع الخلايا الشمسية والشرائح الإلكترونية، ويحقق قيمة مضافة عالية جدا من إنتاجها وبيعها تزيد عن 20 ضعفاً مقارنة بالمادة الخام.

مشروع كربونات الصوديوم ( الصودا اش)

تخطط الحكومة لإقامة هذا المشروع بالمنطقة الصناعية بالعلمين بتكلفة 500 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بمحافظة دمياط.

 

إنجازات الحكومة في قطاع البتروكيماويات

• عملت على تشغيل الخط الأول لإنتاج البولى استيرين بالدخيلة بكمية 20 إنتاج بلغت 20 ألف طن لأول مرة منذ عام 2014، مع تجهيز وإعادة تأهيل الخط الثانى.
• نفذت مشروعات التجديد بشركة البتروكيماويات المصرية لزيادة طاقتها الإنتاجية.
• قامت بدراسة تنفيذ عدد من المشروعات لزيادة الطاقة الإنتاجية من منتج الألكيل بنزين بالتنسيق مع شركة إيلاب بغرض الاستفادة من الموارد المتاحة وزيادة الإيرادات وتوفير احتياجات السوق.
• حققت مبيعات من منتج الميثانول محليا بلغت مليون طن منذ بداية عام 2010.

إن قطاع البتروكيماويات له المردود الاقتصادي والتنموي الكبير، فهو جاذب للاستثمارات، حيث أنه مفتاح للدخول في الكثير من الصناعات الأخرى الكثيرة والتي لا حصر لها، وستكون هذه الصناعة بمثابة بوابة للكثير من الصناعات والاستثمارات في مصر وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.