مع هوجة الاتجاه نحو تدشين مشروعات جديدة في قطاع المأكولات والمشروبات في مصر، قليل من هذه المشروعات يكمل مسيرته ويحقق النجاح المرجو منه، حيث يهتم البعض بالشكل والبنية اللوجستية للمشروع ولا يضع خطة محكمة للتسويق، وآخر يهتم بالتسويق على حساب الجودة، وفي النهاية لا يكمل مسيرته، ولا يحقق النجاح في مصر إلا من تعلم كيفية مسك العصا من المنتصف.
وقبل حديثي عن تجربتي في مطعم ” لا مؤاخذة للمأكولات البحرية”، سأحاول أن أضع بعض النقاط على الحروف في مسألة انتشار فكر المشروعات الصغيرة الجديدة في قطاع المأكولات والمشروبات، ودائما يكون أصحاب هذه المشروعات غير معتمدين على خطط واضحة المعالم لاستمرار المشروع، وفي دراسة سابقة اطلعت عليها كانت صادرة من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، أن العدد الأكبر من المتقدمين للحصول على قروض لمشروعاتهم يعتمدون على استنساخ تجارب المشاريع الأخرى دون تجديد أو إضافة أو حتى رؤية تطويرية، الأمر الذي ينتهي بمشروعاتهم بالفشل.
ولتكون الأمور واضحة، سأعطيك مثالا، أنك تجد فرن عيش أو سوبر ماركت ناجح ولديه عدد كبير من الزبائن في شارع ما بمنطقتك، وخلال وقت قصير تجد مشروعين أو ثلاثة في نفس التخصص، وهنا يعتمد أصحاب المشروعات أنهم سيحصلون على جزء من عملاء أو زبائن المشروع الأول الناجح، وقلما تجد هذه المشروعات تواصل مسيرتها وتحقق نجاح يذكر.
فكرة مطعم لا مؤاخذة عبقرية بكل المقاييس رغم أن مشروع تدشين مطعم للأسماك ليست فكرة جديدة أو مكملة لمشروع آخر ، فصاحب المشروع نجح على عدة مستويات، أولها أن اسم المطعم غريب ومختلف، ثانياً المشروع ناجح بنسبة 100% في ملف التسويق الإلكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر الاستعانة ببعض ” البلوجر والتيك توكر” وأخيراً يهتم بجودة الأكل المقدم للعملاء، كما أن خدمة النظافة جيدة، وفعل أهم شيء يحتاجه المشروع الجديد ليستمر في النجاح إلا وهو معرفة واستطلاع “آراء العملاء” فبعد انتهاء تجربتك في “لا مؤاخذة” تجد موظف يطلب منك تقييم الخدمات بكل أريحية.
ختاماً، تحقيق النجاح لمشروع جديد في مصر قد لا يكون أمر صعب أو مستحيل، والتحدي الأصعب هو الاستمرار في النجاح أو البقاء على القمة ، كما أن تدشين مشروع جديد لا يحتاج فكرة عبقرية لم يسبقك لها أحد ، الأمر يحتاج دراسة واقعية لاحتياجات السوق وشركاء يؤمنون بالفكرة ويعملون على إنجاحها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.