انتشرت في الساعات الماضية جريمة نصب إلكترونية هزت الشارع المصري، حيث ظهرت منصة “هوج بول Hoogpool” التي تم الادعاء أنها منصة صينية، لعبت على الكثير من الشباب في مصر بدافع الثراء السريع، ومن خلال العاملين في المنصة يتم الترويج لها بإيداع مبلغ مالي مقابل أرباح تصل إلى 50% أو 100% من إجمالي المبلغ يحصل عليها المشترك خلال أيام معدودات.
كانت بداية المنصة بحسب ما ذكره الكثير ممن تعرضوا للنصب من خلال هذه المنصة بطلب دفع مبالغ مالية صغيرة مقابل ربح كل 5 أيام، بحيث يُقال للضحية أن المبلغ المدفوع نظير ماكينة يقوم بشراءها ويتم العمل بها في الصين بنظام الإيجار مما يضمن لهم أرباح طائلة في أيام قليلة، مع احتساب الأموال بالدولار، بجعل سعر الدولار 20 جنيه.
منصة “هوج بول”
خرجت منصة هوج بول الرقمية للنور في مصر وقدمت نفسها على أنها شركة استثمار عالمية، وذلك في أغسطس من العام الماضي 2022، وقامت بتدشين موقع إلكتروني مخصص لها لتسهيل إيقاع الضحايا بالرابط التالي: www.hoggpool.com، كما قامت المنصة بإنشاء تطبيق تم طرحه على Google play ويحمل اسم Hogg، والأدهى من ذلك أنه تم تسجيل هذه المنصة بسجل تجاري مصري.
وأعلنت المنصة أنه بمجرد دفع 1000 جنيه سيكون هناك مكسب يومي يصل إلى 4 دولارات، وذلك لمدد معينة باحتساب الدولار على سعر 20 جنيه، أي أن المكسب اليومي لإيداع 1000 جنيه في المنصة 80 جنيه، مما سهل وقوع الكثير من الضحايا في شرك هذه المنصة بسهولة لتحقيق حلم الثراء السريع الذي يشغل بال الكثير من الناس في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وحددت المنصة سعر بيع أحد الأجهزة مقابل 10 دولارات، الجهاز الذي من دوره القيام بتعدين العملات الرقمية مقابل مكسب يومي دولار، وآخر مقابل 50 دولار بمكسب يومي 2 دولار، ومن ثم قامت بالترويج لهذه الطرق مما جذب الكثير من الناس لهذه المنصة.
وجمعت المنصة خلال الأشهر الماضية ما يقرب من 19 مليون جنيه، وفق تصريحات أمنية، وتتوالى البلاغات المقدمة لمباحث الإنترنت ممن وقعوا في شراك هذه الشبكة.
ضحايا منصة “هوج بول” في ورطة
في حوار لموقع “اقتصادنا” الإخباري مع مجموعة من ضحايا المنصة تم التأكيد من قبلهم على أنهم ضحايا لفكرة الثراء السريع، والأغلب الأعم منهم اشترك في المنصة عن طريق الأصدقاء أو المعارف، ومنهم من دخل المنصة عبر الترويج لها بمواقع التواصل الاجتماعي.
قالت إحدى الضحايا وتدعى «خ، ا»، إنها تعرفت على المنصة عبر الأصدقاء حيث تم إقناعها أن المنصة هي شركة استثمار في مجال البرمجة وتصنيع الرقائق الإلكترونية، وأنه أودع مبالغ مالية كبيرة فيها كاستثمار واستردها بمكاسب فلكية على مدار 6 أشهر.
وأكدت أنها من هذا المنطلق أودعت 60 ألف جنيه مقابل ربح مادي يومي، حيث كانت تسجل الحضور يوميًا عبر التطبيق الخاص بالشركة، ثم ترفع صورة لتسجيل الحضور مرة أخرى على الموقع الخاص بالمنصة الرقمية، قبل أن تتفاجأ بإغلاق التطبيق في الوقت المحدد لسحب الأرباح، الأمر الذي جعلها ومن معها يتوجهن إلى مباحث الإنترنت وتحرير محضر ضد القائمين على المنصة.
وذكر أحد الضحايا أنه أودع بالمنصة حوالي 37 ألف جنيه، لافتًا إلى أن هذا المبلغ هو “تحويشة العمر” وفق ما ذكر، مؤكدًا على أنه تردد كثيرًا قبل الدخول إلى المنصة، وكان غرضه تحقيق الربح السريع، لكن سرعان ما تم إغلاق المنصة قبل أن يتحصل على أرباح منها.
يشار إلى أن الكثير من المتورطين في هذه المنصة اقترضوا من البنوك للتربح منها، وهناك الكثير منهم تعرض لأزمات صحية بعد هذا الحادث الذي لم يكن لهم على البال مطلقًا، نظرًا لأن الكثير من المشاركين حصلوا على أرباح من قبل، الأمر الذي طمعهم بوضع أموال أكثر، لتذكر بعض التقارير أن عدد الضحايا بلغ حوالي 800 ألف شخص.
“هوج بول” في قبضة الجهات الأمنية
تمكنت الجهات الأمنية من رصد أعضاء شبكة “هوج بول” عقب تقنين الإجراءات وبحوزتهم (95 هاتف محمول – 3367 خط هاتف محمول – 9 أجهزة مودم رسائل جماعية – 7 جهاز حاسب آلي – 39 شاشة كمبيوتر ومشتملاتها – 3 سيارات – مبالغ مالية عملات محلية وأجنبية “بلغت حوالي 600 ألف جنيه” – عدد 41 كارت إئتماني لبنوك بالخارج).
واعترف المتهمون بتكوينهم تشكيل عصابي استهدف راغبي تحقيق الأرباح المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت واستيلائهم على أموالهم عن طريق عدد من المحافظ الإلكترونية (بلغ عددها 88 محفظة) والتي يتم توزيعها على العديد من المحافظ الإلكترونية الأخرى والتي بلغ عددها ما يقرب من 10 آلاف محفظة، وذلك بغرض تجنب الرصد الأمني وتمهيداً لتحويل هذه المبالغ الضخمة للخارج لصالحهم من خلال برامج عبر شبكة الإنترنت لشراء عملات رقمية مشفرة “بيتكوين”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.