الدكتور كمال الدسوقي يكتب.. فرحة المصريين بالعيد غير أي فرحة

الدكتور كمال الدسوقي
الدكتور كمال الدسوقي

شعور أن تكون مصريًا شعور لا يمكن وصفه بحال من الأحوال، فكل المناسبات هنا في مصر مختلفة عن مثيلاتها في البلدان الأخرى رغم تشاركها في الزمان، وعلى الرغم من ترحالي وكثرة أسفاري للعديد من بلدان العالم، إلا أنني لم أتخيل يومًا ما أن أهنأ وأسعد بالعيد خارج بلادي، وكأن الفرحة هي فرحة المكان لا الحدث وحسب، ففرحة الأعياد في مصر ليست كفرحة الأعياد في أي مكان على وجه البسيطة.
ولعيد الأضحى رونق خاص لا يمكن الإحساس به إلا في أم الدنيا، بدايةً من صلاة العيد والتحضير لها مسبقًا من قبل الأسرة المصرية ومن قبل جموع المصريين؛ هنا في مصر تشعر بالشعائر والمناسك كما لو أنك في بلد الله الحرام، فالجميع يكبر ويهلل، ففي كل مكان نسمع تكبيرات العيد.
الكبير والصغير هنا يحتفل بعيد الأضحى بشكل مميز ومختلف، تتأهب الأسرة المصرية بعد صلاة العيد لذبح الأضحية، ثم تقوم بتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين والأقارب والأصدقاء وغيرهم، وتجد الأسر في تزاور وترابط وفرحة وسرور لا تكون في يوم آخر بهذه الدرجة، وفي ليالي العيد تجد الأسر تسهر وتتسامر على رائحة المشاوي والأطعمة الشهية اللذيذة، ففي مصر يمتاز العيد برائحة السعادة.
وفي مصر نجد طقوس مختلفة في كل مناسبة، وللعيد طابع ديني وتراثي من قديم الأزل تحافظ عليه الأسر باختلاف طبقاتها وميولها، فكلنا نتذكر منذ أن كنا صغارًا ونحن في ليالي العيد لم نكن لنذق طعم النوم حتى لا تفوتنا صلاة العيد وارتداء الملابس الجديدة، ثم بعد أن كبرنا وفرحة العيد ما زالت تؤثر بصورة كبيرة في النفوس، وما من وقت يمر علي أسعد من وقت ذبح الأضحية، ففي هذا الوقت من سمو النفس ما لا يمكن وصفه بكلمات أو التعبير عنه بأي شكل من الأشكال؛ أدام الله علينا نعمة الأعياد وحفظ الله مصر آمنة مطمئنة، وجعل أيامنا كلها أعياد.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬948

مراجعات

1 من 4٬948