يبدو أن أزمة أسعار الذهب غير المستقرة في مصر قد ألقت بظلالها الإيجابية على سوق الذهب في البلاد المحيطة وأبرزها السوق الخليجية وعلى رأسها سوق الذهب الكويتي، حيث زادت معدلات شراء السبائك الذهبية من قبل المصريين بصورة ملحوظة، حيث دعم هذا الاتجاه قرار إعفاء المصريين القادمين من الخارج من الرسوم والجمارك على الذهب.
ويبلغ عدد الجالية المصرية المقيمة في مصر حوالي 600 ألف نسمة، وأغلبهم يفضلون ادخار أموالهم في الذهب إذ أنه هو الملاذ الآمن في ظل ارتفاع معدلات التضخم الناجمة عن الأحداث الاقتصادية وغير الاقتصادية العالمية، واستبدل المصريون من العاملين والمقيمين على الأراضي الكويتية تحويل الدينار إلى الجنيه بشراء الذهب.
ووفق تقرير بثته قناة CNBC العربية وباستضافة مجموعة من تجار الذهب فإن معدلات إقبال المصريين على شراء السبائك السويسرية والمشغولات تضاعف في الأيام الماضية بصورة ملحوظة للغاية، والتركيز يكون من قبلهم على شراء السبائك المصرية، ليؤكد التجار على أن سبب انتعاش سوق السبائك الذهب والمشغولات يرجع إلى القرار المصري بالسماح لاصطحاب الذهب من الخارج دون رسوم أو جمارك.
وارتفعت مبيعات الذهب في الكويت برغم قدوم فصل الصيف الذي يشهد انخفاض في مبيعات الذهب بنسبة لا تقل عن 30%، والإقبال على شراء سبائك الذهب ملحوظ، وكذلك المشغولات ذات أسعار المصنعية المنخفضة.
جدير بالذكر أن الحكومة المصرية قررت إعفاء المصريين العاملين في الخارج من الجمارك والرسوم على الذهب وذلك لسد النقص الذي يعاني منه السوق المصرية حاليًا في ظل ارتفاع معدلات الطلب على المعدن الأصفر، بسبب لجوء المصريين لاقتناء الذهب لمواجهة معدلات التضخم المرتفعة في ظل شح العملة الأجنبية في مصر.
يشار إلى أن الجالية المصرية في الكويت تأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية في قائمة حجم تحويلات المصريين إلى مصر، حيث بلغت تحويلاتهم خلال العام 2020/2021 حوالي 4.4 مليار دولار، لكن في الوقت الحالي وفي ظل انخفاض حجم الجنيه مقابل الدولار والدينار الكويتي سيؤثر سلبًا على حجم التحويلات، لذا يقوم المصريون بادخار أموالهم في الذهب.
ويأمل المصريون العاملين في الكويت وفي الخارج سرعة استقرار السوق المصري، وبرغم كل ذلك فلن تصدر بعد بيانات رسمية توضح حجم التغير في مبيعات الذهب في الكويت، إلا أن السوق الكويتي يستوعب حجم الطلب المتزايد على المعدن النفيس.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.