تواجه أوروبا في الأشهر الحالية نقصاً كبيرًا في إنتاج الحليب المحلي، بعد أن اشتهرت أوروبا في السنوات الماضية بصناعة الأجبان ومنتجات الألبان بصورة كبيرة، الأمر الذي دفعها لشراء الجبن الأمريكي الذي يتسم بقلة سعره وكونه معالجًا، وجاء في مقدمة الدول الأوروبية الأكثر استيرادا للأجبان الأمريكية هولندا، وتأتي هذه الأجبان على شكل شرائح تدخل في إعداد شرائح البرغر، وفقاً لأحدث البيانات الحكومية الهولندية.
وفي هذا الصدد، قالت ماري كيو ليدمان الخبيرة الاستراتيجية لمنتجات الألبان في رابوبانك العالمية في تصريحات صحفية، إن السبب الأساسي في اتجاه أوروبا لأسواق الأجبان الأمريكية هو قلة الأسعار، وصعوبة إنتاج الدول الأوروبية للحليب والجبن لأنها أصبحت أكثر كلفة عن ذي قبل.
وقال الخبير في سوق الألبان نيت دوناي، إن أسباب التوجه الأوروبي نحو الحليب والأجبان الأمريكية يكمن في الجفاف ومن ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذرة بصورة كبيرة، ما أدى إلى ارتفاع كلفة علف الحيوانات، فضلا عن ارتفاع الأجور وزيادة تكاليف الطاقة والمعدات، الأمر الذي أدى إلى حدوث فجوة كبيرة في إمدادات الحليب.
وذكر المحلل في سوق الألبان مات جول، أن مبيعات تصدير الألبان والأجبان في الولايات المتحدة باتت قوية، وأن هناك إقبالاً كبيراً للغاية من العملاء الأجانب الجدد على الأجبان الأمريكية نتيجة نقص إمدادات الحليب في أوروبا وأوقيانوسيا.
يذكر أن أوروبا استوردت في فبراير من العام 2021 ما يقرب من 306 أطنان مترية من الجبن من أمريكا، وهذا الرقم أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط الشهر على مدار الـ 5 سنوات الماضية، وفقاً لبيانات التجارة الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي، ورجح خبراء صناعة الألبان والأجبان أن رغبة التجار في إعادة التصدير في كافة أنحاء العالم ربما تكون وراء زيادة الإقبال على الجبن الأمريكي.
ولا تزال صادرات الجبن الأمريكية إلى دول الاتحاد الأوروبي مستمرة بالرغم من ارتفاع أسعارها، إذ كانت الصادرات أقل من 2000 طن متري سنوياً على مدار عدة سنوات سابقة، بينما تجاوز إنتاج الجبن في أوروبا ما يقرب من 10 ملايين طن متري سنوياً.
