خلدون المبارك.. عقلية فذة نجحت في كل شيء

معالي خلدون خليفة أحمد المبارك

خلدون خليفة أحمد المبارك، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية التابع لحكومة الإمارة، والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة “مبادلة للاستثمار”، ويتولى مسؤولية الإشراف على استراتيجية عمل الشركة، ومواءمتها مع الجهود الرامية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية في إمارة أبوظبي.

سيرة “خلدون المبارك” ومسيرته

خلدون خليفة أحمد المبارك، وُلد عام 1975 في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وهو أحد ابناء أبرز العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والده السفير خليفة المبارك، سفير دولة الإمارات السابق لدى السودان وسوريا وفرنسا، وقد تم اغتياله بفرنسا في 8 من فبراير 1984، وجده أحمد بن عبد العزيز حمد المبارك، كان قاضياً ورئيس دائرة الشريعة في إمارة أبوظبي، أما جده الأكبر عبد العزيز حمد المبارك، المعروف باسم “زايد الكبير”، فكان مستشارا للشيخ زايد بن خليفة آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ويرجع إليه الفضل في تأسيس النظام التعليمي الإماراتي، إذ ساهم في تأسيس أول مدرسة في إمارة دبي.

بدأ خلدون تعليمه في مدرسة الجالية الأميركية في أبو ظبي، وتخرج منها عام 1993، وبعد حادث اغتيال السفير خليفة المبارك، تولّي الشيخ زايد وقتها رعاية خلدون باعتباره إبناً له، فدرس الاقتصاد في جامعة تافس في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرج منها ليصبح مديرًا للمبيعات في شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” عام 1998، والتي أسسها الشيخ زايد في عام 1971، ثم أصبح فيما بعد مديرًا للمشاريع في مجموعة أوفسيت حتى عام 2000.

“خلدون المبارك” عقلية اقتصادية فذة

وقد تميز معالي خلدون خليفة المبارك بالذكاء الشديد والعقلية الإقتصادية الفذة، ولذا قام الشيخ محمد بن زايد بتعيينه نائبًا للمدير التنفيذي لشركة “دولفين للطاقة”، وقد استمر نائباً للمدير في الشركة حتى عام 2003، وخلال تواجده في هذه الشركة، سعى معاليه إلى تغيير مظهر الشؤون المالية الإماراتية المتشابكة في بعض الأحيان، فقام في عام 2017 بتأسيس شركة “مبادلة”، وذلك من خلال دمج شركة “مبادلة للتنمية” مع شركة “الاستثمارات البترولية الدولية”، وفي ذلك العام تولى إدارة الشركة القابضة الجديدة، وفي عام 2018، انضم مجلس أبوظبي للاستثمار لشركة مبادلة، وساهم ذلك في مضاعفة قيمة الشركة وتعزيز محفظتها الاستثمارية العالمية المتنوعة، لتصبح مبادلة اليوم صندوق الثروة السيادي الثاني على مستوى أبوظبي، والثالث على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.

إنجازات “خلدون المبارك” في شركة مبادلة

تُعد “مبادلة” شركة استثمار عالمية تسعى لتحقيق عوائد مالية مستدامة لإمارة أبوظبي، وتحرص الشركة دائماً على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع داخل الدولة وعلى مستوى العالم، من خلال توظيف استثماراتها بما يحقق عوائد وارباح مجزية من أجل تنمية مستدامة ومستقبل أفضل، وتوظف الشركة استثماراتها بشكل نزيه وبشفافية تامة عبر العديد من الأصول بمختلف درجاتها ومناطقها الجغرافية، لتحقيق أكبر فائدة ممكنة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتستثمر مبادلة وتشارك في مختلف المشاريع الاستثمارية الرائدة على مستوى العالم لخلق مزيد من الفرص للأجيال القادمة، ملتزمة في ذلك بتوجيهات القيادة الرشيدة، ومستلهمة رؤية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، لتوفير حياة كريمة ومستقبل باهر لأبناء الإمارات. وبفضل الإدارة الحكيمة والرشيدة لمعالي خلدون المبارك، تمكنت شركة مبادلة من بيع بعض أصولها الناضجة وبدأت رحلة البحث عن قطاعات ناشئة، وكان أبرز هذه القطاعات، قطاع التكنولوجيا، وفي هذا الصدد يقول خلدون: ” أن التكنولوجيا هي مجال ذو أولوية وأنا شخصيًا أقضي كثيرًا من الوقت في التركيز عليه”، وفي عام 2017، تعهدت شركة “مبادلة” بدفع مبلغ 15 مليار دولار لـ “صندوق رؤية” البالغة قيمته 100 مليار دولار، وذلك لدعم “مجموعة سوفت بنك”، كما سجلت الشركة في عام 2018 إجمالي دخل شامل بلغ 12.5 مليار درهم، أي ما يعادل 3.4 مليار دولار، وهي زيادة بنسبة 21٪ عن العام السابق.

تأسيس شركة مبادلة

وفي عام 2019، قامت الشركة بتوقيع ست اتفاقيات للتعاون مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، وهو صندوق الاستثمار السيادي في روسيا، وقد بلغ إجمالي الاستثمارات التي قامت بها مبادلة بالشراكة مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر حتى اليوم أكثر من 7 مليار درهم إماراتي، وهو ما يتجاوز ملياري دولار أمريكي، وفي هذه المناسبة، قال معالي خلدون خليفة المبارك: “نحن فخورون بالشراكة الديناميكية التي أنشأناها مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر والتي تزداد قوة عاماً بعد عام. إن اتفاقيات التعاون الست التي أُعلنت اليوم تؤكد متانة العلاقات متعددة الأبعاد التي تربط بين الصندوق الروسي ومبادلة والتي تعكس بدورها مدى عمق الروابط بين بلدينا. ونحن نؤكد التزامنا المستمر بدعم هذه المبادرات الجديدة والمحافظة على شراكتنا المثمرة مع الصندوق الروسي على المدى الطويل”.

خلدون المبارك “رجل كلِ شيء”

يُلقّب خلدون المبارك بـ “رجل كلِ شيء”، وذلك بسبب الأدوار الحقيقية والمتنوعة والمتعددة التي يقوم بها، وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ما نصه: “خلدون المبارك هو واجهة أبو ظبي إلى العالم..”. شغل خلدون العديد من المناصب، منها: رئاسة مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية التي تعمل على تطوير قطاع إعلامي متكامل في أبوظبي، وقد تأسست هذه الهيئة بموجب القانون رقم (12) لسنة 2007، وتُعد الجهة المنظمة للمنطقة الحرة التي تحمل اسم المنطقة الإعلامية – أبوظبي.

وتولى معاليه أيضاً رئاسة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي تمتلك وتشغل محطات الطاقة النووية في الإمارة، وقد تأسست في ديسمبر 2009 بموجب مرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وتنويع مصادر الطاقة وتحقيق أمن الطاقة في الدولة، وتعمل المؤسسة على تطوير أولى محطات الطاقة النووية في الإمارات في موقع براكة بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.

وإضافة إلى ما سبق، شغل معالي خلدون المبارك رئاسة مجلس إدارة العديد من الشركات، منها شركة الإمارات العالمية للألمنيوم (EGA)، وهي شركة تهدف إلى مواصلة التوسع في مجال صناعة الألمنيوم لتحقيق معدلات نمو كبرى محليًا ودوليًا، ومركز إمبريال كوليدج لندن لعلاج وأبحاث السكري في أبوظبي، وهو منشأة متكاملة رفيعة المستوى لرعاية المرضى، متخصصة في علاج وأبحاث مرض السكري والبرامج التدريبية والتوعوية حول الصحة العامة، وشركة أبو ظبي لإدارة رياضات السيارات، وبنك أبوظبي التجاري، إلى جانب عضوية معاليه في كلاً من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي عن جهاز الشؤون التنفيذية ومجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي.

إنجازات “خلدون المبارك” في المجال الرياضي

في عام 2008، تولى معالي خلدون خليفة المبارك منصب رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي لكرة القدم وأشرف على تطوير أداء النادي رياضيًا وتجاريًا، وكثيراً ما يتحدث معاليه عن نجاح فريقه عام 2012 في تحقيق لقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ أكثر من أربعة عقود.

خلدون المبارك يحتفل بتتويج مانشيستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز

وقد شارك معالي خلدون خليفة المبارك في تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي – الكوري، مجلس الأعمال الأمريكي – الإماراتي، لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي- الفرنسي، ويشارك في رئاسة مُلتقى أبو ظبي – سنغافورة المشترك، ولديه عضويةٌ أيضًا في مجلس أُمناء الجامعة الحكومية جامعة زايد، وكان من أهم المشرفين على تأسيس جامعة نيويورك -أبو ظبي-، والتي استقبلت أول دفُعة من الطلبة عام 2010.

اهتمامات معالي خلدون المبارك

تشير الصور والتذكارات المتنوعة في مكاتب معالي خلدون خليفة المبارك، إلى أن اهتمامات معاليه تمتد إلى ما هو أبعد من العالم المالي، إذ أنه من الصعب حصر نشاطه في مجال بعينه، فبجانب صوره المتعددة مع القادة والسياسيين والدبلوماسيين، وأبرزهم الرئيسيْن الأميركييْن باراك أوباما ودونالد ترامب، يمكن بسهولة رؤية قميص لنادي “مانشستر سيتي” الذي أصبح أحد أفضل الأندية في العالم بفضل جهوده العظيمة ودعمه المتواصل للنادي، وتُعد الصورة التي تجمعه مع ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان، هي الصورة الأكثر أهمية بالنسبة لمعاليه، والأقرب إلى قلبه، وعن هذه الصورة يقول: “لقد حالفني الحظ في العمل مع أشخاص مذهلين وقادة رائعين طوال مسيرتي المهنية، بداية من سموه”.

“خلدون المبارك” في الصحافة العالمية

عند الإنتقال إلى مطالعة الصحف وصفحات الإنترنت، فإننا نجد اسم معالي خلدون خليفة المبارك حاضرا وبقوة كضيْفٍ أو مُضيفٍ لقائمة طويلة من القادة والمسؤولين السابقين والحاليين وكبار رجال الأعمال وأباطرة الشركات وحتى الرياضيين المحترفين، بداية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، وقائد القيادة المركزية السابق ديفيد باتريوس، وليس انتهاء بالمدرب الشهير “بيب غوارديولا”، ونخبة كبيرة من لاعبي الكرة المحترفين، كما تجمعه علاقات متميزة مع عملاق السيارات الرياضية الإيطالي، وقد كان لمعاليه دوراً كبيراً في التفاوض على الصفقة التي جلبت سباقات “الفورمولا 1” إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.

صورة تجمع معالي خلدون المبارك مع المدرب الشهير “بيب غوارديولا”

وإذا ما نظرنا إلى هذه العناصر مجتمعة ندرك أننا أمام شخصية متميزة لديها الكثير من العلاقات العميقة داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 2018، أصبح معالي خلدون خليفة المبارك مبعوثًا خاصًا للصين، وكان له دوراً كبيراً في توطيد العلاقات بين بكين وأبوظبي في مجالات النفط والغاز، والخدمات المصرفية واللوجستية.

ولمعالي خلدون خليفة المبارك العديد من الأقوال المأثورة التي تدل على إيمانه الشديد بوطنه، منها قوله: “هذه الأزمة ألقت بظلالها على كل العالم، لكننا قادرون على اجتياز هذه المحنة، حيث كثفت دولة الإمارات جهودها وسخّرت طاقتها للحفاظ على صحة وسلامة جميع سكان الدولة واتخذت كافة الخطوات والتدابير الوقائية اللازمة للتعامل مع الأزمة، وذلك انطلاقًا من إيمانها بأن صحة وسلامة المجتمع هما الأولوية القصوى”.

وفي مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، يؤكد معالي خلدون خليفة المبارك أن النفط سيظل جزءاً أساسياً من اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي هذا الصدد يقول: ” لن يحدث طلاق نهائي مع النفط والغاز، سيظل هذا دائمًا جزءًا أساسيًا من اقتصادنا، لكن هنا يكون السؤال كيف نحصل على أكبر استفادة من ذلك مع نظرة إلى المستقبل، بينما نتوسع في الوقت ذاته في بقية المجالات؟.. ينصب تركيزي على بناء البقية”.

وقد حصل معالي خلدون خليفة المبارك على العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والدولية، نظراً لجهوده العظيمة على مختلف الأصعدة، وفي شتى المجالات، إذ كان يُلقب بـ “رجل كلِ شيء”، ففي عام 2007، حصل معاليه على وسام نجمة التضامن برتبة قائد بسبب إسهاماته الكبيرة في تعزيز سمعة إيطاليا، إلى جانب تقوية علاقاتها الاقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 2013 حصل على جائزة ليوناردو الدولية من إيطاليا، وفي عام 2014 حصل على وسام الاستحقاق للخدمة الدبلوماسية (جراند جوانجا) من كوريا.

وفي السابع من نوفمبر 2019، تم تكريم معالي خلدون خليفة المبارك في حفل التكريم “رجال من الوطن” الذي نظمه مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج (UAEIIC‎‏) في دبي، بحضور المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، وذلك لجهوده الكبيرة في إرساء قواعد متينة في مجال الأعمال والاستثمار.

قد يعجبك ايضا

تعليق 1
  1. […] استخدامها اثناء بعض الفعاليات والأحداث المعينة مثل الجولة الافتتاحية وكذلك الختامية، البوكسينج داي، نهائي كأس الرابطة وكأس […]

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬942

مراجعات

1 من 4٬942