رئيس التحرير يكتب.. أوقفوا الحرب الآن من أجل فقراء العالم

اقتصاد العالم حاليًا ليس له معالم تذكر، وإذا جئنا بأكبر المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية وطرحنا عليهم تساؤلات محدودة عن مستقبل الاقتصاد ، ستكون الإجابة في 4 كلمات “اقتصاد العالم غير واضح المعالم”، وهذه حقيقة مطلقة فلا أحد يعرف ماذا سيحدث غدًا في اقتصاد العالم، فكل يوم هناك تطورات وتسارع في الأحداث.

أحداث العالم الاقتصادية أصبحت مرتبطة بصورة أو بأخرى بالحرب الروسية الأوكرانية ، فكل ساعة نسمع عن ارتفاع كبير في التضخم، وهو الزيادة المطردة في أسعار السلع والخدمات، وربما يكون السبب الرئيسي في موجة التضخم هو الارتفاع المبالغ فيه بأسعار الطاقة التي تضاعفت من 60 إلي 120 دولار لبرميل النفط عموما، بخلاف كافة أنواع الطاقة الأخرى ، الأمر الذي أثر على سلاسل التوريد العالمية وتسبب في زيادة التكلفة الإنتاجية بصورة غير مسبوقة.

ولا يمكن أن نلقى الأسباب كلها على شماعة الحرب الروسية الأوكرانية والتي بالفعل لها نصيب الأسد فيما نمر به الآن من أحداث اقتصادية تسببت في ضرر كل مواطني الكرة الأرضية إن جاز التعبير، ولكن كان هناك مؤشرات لأزمة اقتصادية قبل الحرب، بسبب فيروس كورونا، وبالفعل بدأت موجات تضخم في الظهور قبل الحرب بشهور، نتيجة الخلل الذي حدث والفجوة التي ظهرت بين العرض والطلب في كافة دول العالم، وشهدت الأسعار قفزات في حدود 20 إلي 30%.

الأزمة الاقتصادية قبل الحرب الروسية الأوكرانية كان يمكن تداركها في غضون 12 إلي 16 شهر بحسب الخبراء، فمع عودة عجلة الإنتاج كان يمكن تدارك الفجوة بين العرض والطلب، لكن جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتلقى بظلالها على كل شيء، وتؤدي بالعالم إلي نفق مظلم، ليس فيه إلا تسريح العمال من الشركات وتوقف بعض المصانع عن الإنتاج ورفع الفائدة بشكل مستمر، وارتفاع أسعار هو الأكبر من 40 سنة في بعض الدول، وتضرر عمليات توريد الغذاء.

قد يكون السيناريو المستقبلي للاقتصاد العالمي قاتم للغاية، لكن ماذا يحدث إذا توقفت الحرب اليوم، هل سيعود النشاط الاقتصادي لسابق عهده، وهل توقف البنوك المركزية رفع الفائدة بشكل مستمر، وهل تنخفض أسعار الغذاء والكساء والدواء بشكل سريع؟، بالطبع كل ذلك سيحدث لكننا بحاجة إلي قرابة عام ونصف حتي نشعر بثمار وقف الحرب، لذلك أوقفوا الحرب الآن من أجل فقراء العالم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

أحدث الأخبار

1 من 4٬925

مراجعات

1 من 4٬925