مريم هيثم الفيزيائية المصرية الغائبة عن أعين التريند

برزت في الساعات القليلة الماضية صور غير مسبوقة لأجزاء من الكون يعود عمرها لمليارات السنين، حيث أعلنت عنها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) والتي تم تصويرها باستخدام التلسكوب الخارق “جيمس ويب“، الأمر الذي سيؤدي إلى انفتاح العلماء على الكون بصورة أكبر في السنوات المقبلة.

لكن هناك حقيقة غائبة عن أعين التريند، حيث تواجدت فتاة مصرية في العشرينات من عمرها، بقدر ما في تحقيق هذا الإنجاز، فقد كانت من المساهمين في تطوير وإطلاق “جيمس ويب“، التلسكوب الذي قام بالتقاط هذه الصور. فمن هذه الفتاة؟

الفتاة هي مريم هيثم عصمت، باحثة الدكتوراه في مجال الفيزياء الفلكية بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة، التي سافرت بعد إنهاء تعليمها الأساسي في مصر، لأخذ منحة لدراسة الفيزياء، إلى جانب الأدب، بالولايات المتحدة، ومن هذه المنحة إلى ما وصلت إليه الآن من تواجدها ضمن فريق ناسا.

المشوار التعليمي والدراسي لمريم هيثم عصمت

بعد الانتهاء من التعليم الأساسي في مصر كما ألمحنا سافرت لمنحة إلى الولايات المتحدة، ولم تقتصر دراسة مريم على الفيزياء الفلكية فقط، بل درست الأدب أيضا، وعن هذا تقول: “حصلت على درجتي بكالريوس، الأولى في العلوم تخصص فيزياء فلكية مع تخصص ثانوي في الرياضيات، والثانية في الأدب الإنجليزي والأميركي تخصص كتابة إبداعية”.

وذكرت: “رسالة تخرجي ببكالوريوس الفيزياء الفلكية بأعلى مرتبة شرف كانت عن موضوع تقييد كثافة الإلكترونات في المجرة، حيث حددت عدد النجوم الطارقة في مجرة درب التبانة، التي تضم كوكب الأرض، المرئية بالإشعاع الجاذبي والكهرومغناطيسي لتلسكوب اسمه LISA أو (Laser Interferometer Space Antenna)”.

وأفادت: “يفترض أن LISA سيطلق عام 2034، ويرصد النجوم الطارقة والثقوب السوداء والأجسام الأخرى التي تنتج عنها موجات الجاذبية”.

وفيما يخص دراسة الأدب فقد أوضحت ذلك بقولها: “أما رسالة البكالوريوس في الأدب فكانت عن تطوره بشتى أنواعه ولغاته من مصر القديمة إلى مصر الحديثة، وحاليا أنا باحثة دكتوراه في فيزياء الفلك بجامعة جونز هوبكنز، وأعمل باحثة مساعدة في مجال المادة المظلمة، ومعيدة فيزياء في قسم الفيزياء والفلك بجامعة جونز هوبكنز، ومدرسة لغة إنجليزية مستقلة لطلبة الجامعة”.

طريق الوصول إلى “ناسا” ودورها في التقاط صورة الكون

في تصريحات متلفزة لمريم قالت: “كنت مهندسة برمجيات وعملت على جزء مهم جدا في هذا التلسكوب وهي كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (Near Infrared Camera Instrument)، لاكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية باستخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي، وعملت على هندسة وتطوير البرامج الخاصة بهذه الكاميرا”.

وأوضحت: “كانت مشاركتي بالعمل في التلسكوب في الفترة من يونيو 2019 إلى يناير 2020، وكانت في البداية تدريبا خلال دراستي الجامعية بكلية ليكومينج بالولايات المتحدة، وبعدها عملت على تطوير التلسكوب كجزء من فريق بحثي كبير، واستغرقت المدة التي عملتها ضمن هذا الفريق حوالي 6 أشهر”.

 وأضافت: “مهمتي كانت حل مشكلات البرامج الخاصة بكاميرا الرصد بالأشعة تحت الحمراء، لمساعدة العلماء على استخدام أدوات التلسكوب من أجل النظر حرفيا إلى الوراء، لملاحظة كوننا كما كان قبل أكثر من 13 مليار سنة”.

واستطردت قائلة: “التلسكوب به عدد من الأدوات. أنا كنت أعمل على واحدة منها مع فريق عمل، وكان عملي يتركز على كاميرا الأشعة تحت الحمراء، وكيف أجعلها ترى الكواكب. بمعنى آخر، كان لا بد أن أعرف وأفهم شكل هذه الكواكب بناء على أبحاث أخرى سابقة، وماذا يمكن أن نراه بالأشعة تحت الحمراء، لكي أقوم بهندسة جزء معين من الأداة أو الكاميرا على هذا الأساس، كي نرى هذه الكواكب ونتوسع في معرفة ما يوجد خارج المجموعة الشمسية”.

مريم هيثم عصمت.. أمل مصر نحو الفضاء الخارجي

أوضحت مريم أنها تتعاون بشكل مستمر مع الجهات المختصة المصرية وهي على أتم الاستعداد لتقديم كل ما لديها لمصر في الفترات المقبلة، مشيرة إلى أنهاتطوعت لدى وكالة الفضاء المصرية لمدة 7 أشهر كجزء من مشروع جمعية قرية القمر الدولية، إذ ترأست فريق البحث العلمي في هذا الوقت، كما أنها تحاضر في الجامعات المصرية عندما تتم دعوتها بقدر المستطاع في المؤتمرات والندوات، وقد قامت بتغطية حدث إطلاق تلسكوب جيمس ويب باللغة العربية لصالح الجمعية المصرية للفلك.

إنجازات مريم هيثم عصمت في الفيزياء والأدب

• في عام 2016 ، شاركت في تأسيس شركة كواش ، وهي شركة مصرية لتطوير الطلاب تأسست على مبدأ مساعدة طلاب المدارس الثانوية على فهم مجالات العمل المختلفة ثم تعريفهم بتخصصات الكليات المختلفة من خلال دورات مكثفة في مجالات الدراسة المختلفة.
• في عام 2017 ، نشرت مريم روايتها الصادرة باللغة الإنجليزية، والتي منحتها لقب أصغر مؤلفة في الشرق الأوسط، وتقدير من موقع جود ريدز.
• شاركت مريم في ترجمة «حقائق جودارد الرئيسية الدولية» لناسا، لتلسكوب جيمس ويب الفضائي. وهي أيضًا محررة الكتاب المدرسي للميكانيكا الكلاسيكية الذي يدمج لغات الكودينج (Python و Mathematica) ، وهو من تأليف دكتور في باجونيس ودكتور سي دبليو كولب، والذي نشر في أغسطس 2020
• في ديسمبر 2021، قامت مريم بتقديم حدث إطلاق تلسكوب ويب التابع لناسا مع الجمعية المصرية لعلم الفلك، والذي شاركت بالعمل فيه.