مستويات قياسية سجلتها أسعار الذهب على مدار الأيام الماضية، ليسجل المعدن الأصفر سعر تجاوز 1200 جنيها للجرام من عيار 21 وهو الأكثر مبيعًا، فماذا حدث في الأسواق ولماذا تطورت الأسعار بهذا الشكل، وأبرز النصائح للمستهلكين للتعامل مع ارتفاع سعر المعدن النفيس في الأسواق، واتجاهات السوق الفترة المقبلة.
و قال جورج تادرس عضو مجلس إدارة شعبة الذهب، رئيس مجلس شركة اندريا وجورج للمشغولات الذهبية، إن ما حدث في الأسواق أمر طبيعي جداً لأن المعروض من الذهب أقل من المطلوب، كما أن تحرك الدولار مؤخراً تسبب في تحقيق مستويات قياسية للذهب بسعر تجاوز 1200 جنيها لأول مرة.
وأشار إلى أن هناك عدة عناصر رئيسية تتحكم في حركة السوق، وإذا حدث أي خلل في هذه العناصر فإن الأسعار ترتفع بصورة مستمرة، موضحا” الذهب يتأثر بقوة بسوق الدولار في مصر، وإذا شهدنا ارتفاع في الدولار فإن الذهب يرتفع بدون مناقشة، كما أن عامل العرض والطلب يؤثر أيضا على حركة السوق وإذا حدث أي خلل في معروض الذهب أو زاد الطلب فجأة كما حدث الأيام الماضية فإن الأسعار ترتفع، والعامل الثالث المتحكم في الذهب هو سعر الشاشة أو ما يسمى سعر الأونصة في البورصة”.
وكشف “تادرس”، أن هناك تراجع في استيراد الذهب من الخارج بصورة كبيرة، وأن السوق كان يعتمد في جزء كبير من تداولاته على الذهب المستورد، حيث كان يتم استيراد سبائك الذهب الكبيرة من دبي وهو ما كان يوفر مزيد من المعروض في السوق، حيث كان يجرى صب هذه الكميات في صورة مشغولات وضخها في السوق مما كان يخلق حالة من الاتزان، لذا مع توقف الاستيراد تراجع المعروض وحدث الارتفاع.
وبسؤاله عن إمكانية ارتفاع سعر جرام الذهب لمستويات 1500 جنيها، استبعد جورج وصول أسعار الذهب في مصر لهذه المستويات، معللاً ذلك بقوله” أزمة معروض الذهب ستتلاشي خلال الفترة المقبلة وكذلك هناك إجراءات قوية من الدولة للسيطرة على أسعار الدولار، وشهدنا استقرار واضح في أسعار الدولار مع فتح تداولات هذا الأسبوع، رغم الإشاعات بخفض جديد للعملة هذا الأسبوع، فكل هذه المؤشرات تحد من الصعود الكبير في الذهب”.
وعن مستقبل الأسعار، يرى جورج، أن أسعار الذهب في مصر والعالم لا يمكن الحكم على مستقبلها في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك استمرار موجات التضخم في العالم، والذي طال جميع الدول، ونظراً لكون الذهب أحد أهم وسائل فإن سعره سيظل متماسك لحين هدوء الأسواق”.
وأكد، أن سوق الذهب في مصر قوى جداً وضخم على مستوى كافة المحافظات والحديث عن انهيار أو توقف السوق مجرد شائعات وأحاديث خاطئة، كما أن الحكومة اتخذت خطوات جادة وكبيرة في ملف إنشاء مدينة الذهب وإعادة مصر لريادتها الصناعية في ملف صناعة المشغولات الذهبية ، فرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة لإحياء صناعة الذهب ومع تدشين مدينة الذهب فإن صناعة المشغولات الذهبية ستشهد طفرة كبيرة.
