أعلنت الصين عن حدوث جفاف في عدد كبير من انهار الصين ومن اشهر هذه الانهار نهر “اليانغتسي” الذي يتدفق علي طول 6300 كيلومتر عبر الصين، وهذا النهر يغذي الكثير من المزارع التي تنتج غذاء البلاد، وتأثر محصول الصين من الحبوب بالسلب بسبب هذا الجفاف، كما أدى الجفاف إلى تعطل تشغيل المحطات الكهرومائية في البلاد، إذ يشغل النهر هذه المحطات الكهرومائية الضخمة مثل “سد الممرات الثلاث” وهي اكبر محطة في العالم.
وادي التراجع في نهر اليانغتسي إلى تعطيل الكهرباء في بعض من المحطات الكهرومائية الرئيسية، مما نتج عنه حدوث ازمة وفوضي في الكهرباء في بعض اجزاء البلاد، ودفع هذا بعض المدن الكبرى مثل “شنغهاي” لإطفاء الأضواء وتعطيل السلالم المتحركة وتقليل تشغيل المكيفات، وبسبب هذا الجفاف قامت بعض الشركات بأغلاق مصانعها مثل “تويوتا” و “كونتمبوراري أمبريكس تكنولوجي” وهي من اكبر المصانع في صناعة البطاريات الكهربائية في العالم.
وقد حذرت شركة “تسلا” من حدوث خلل في سلسة التوريد لمصنعها في شنغهاي، وهذه الازمة امتدت لتشمل بعض المناطق خارج ستشوان، حيث اطفأت الواجهة البحرية “ذا بوند” في شنغهاي إضاءتها الخارجية، كما علقت ووهان في مقاطعة هوبي عرضها الضوئي الشهير لنهر اليانغتسي مؤقتا.
ويوجد احتمال ان تغير المناخ سوف يؤدي إلى موجات حرارة وجفاف اكثر توتراً واستمراراً، حيث تسير بعض التساؤلات عن الانقطاعات الحالية بسبب اعتماد الصين علي الطاقة الكهرومائية، وهي اكبر مصدر للطاقة النظيفة في العالم، حيث مثلت 18% من مصادر توليد الكهرباء في 2020 وفقاً لـ “بلومبرج”، كما ادي النقص في الفحم إلى انقطاع التيار الكهربائي علي مستوي البلاد، اضافة الي التحديات التي تواجهها السلطات في إحياء الاقتصاد الذي تتنازعه الاغلاقات المتكررة لمحاربة “كوفيد19” من جهة ومن ازمة العقارات من جهة اخري.
وللتغلب على أزمة الجفاف، لجأت الحكومة الصينية والجهات المعنية في الصين باللجوء إلى الاستمطار أو المطر الصناعي بالمواد الكيميائية ورش المحاصيل للاحتفاظ بالمياه والحد من التبخر بهدف التغلب على أزمة الجفاف التي ضربت البلاد وتسببت في العديد من الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تهدد مكانة الصين. فهل تنجح الصين في تخطي هذه الأزمة والحفاظ على مكانتها الاقتصادية كأقوى اقتصاديات العالم؟، هذا ما سوف تجيب عليه الأيام المقبلة.
