يبدو أن الملاذ الآمن سيظل الأمان للكثير من الناس، لا سيما في أوقات الأزمات التي تلقي بظلالها على أسواق العالم المختلفة، ولذلك عكس الذهب مكاسبه المبكرة في ظل تقييم المستثمرين لمخاطر حدوث ركود عالمي بالنظر إلى مسار التضييق الذي يتبناه المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أسعار المعدن النفيس
في هذا الشأن، تعرضت سبائك الذهب لمطبات قوية منذ بداية هذا العام، إذ تراجعت أسعارها ببما يقرب من 20% منذ مارس الذي شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ففور اندلاع هذه الحرب شدد الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية بشكل كبير للغاية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في الدولار الأميركي.
وقد تعرض المعدن النفيس الذي لا يحقق العوائد المرغوب فيها، والذي عادة ما يكون له ارتباط سلبي بالدولار وأسعار الفائدة، لضغوط من جانب الدولار القوي.
نمو الصناعة وتقييد أسعار السبائك
أشارت بيانات أميركية صادرة اليوم الثلاثاء 18/10/2022 إلى نمو قوي في التصنيع مدعومًا بالاستثمار القوي في الأعمال والطلب على السلع الاستهلاكية، كما عوضت عوائد سندات الخزانة ومقياس الدولار الأميركي الخسائر المبكرة، بينما بقيت أسعار السبائك مقيدة.
قال استراتيجيو السلع في “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities) بقيادة بارت ميليك في تعليقهم على الموضوع، “لا تنظروا إلى الذهب كملاذ آمن، فمن غير المرجح أن ترتفع أسعار الذهب مع تدهور آفاق النمو، وذلك إلى أن يحرز الاحتياطي الفيدرالي تقدماً في حربه على التضخم”.
أداء شركات التعدين وخسائر أسهمها
جدير بالإشارة أن أسعار السبائك المنخفضة تؤثر على أسهم شركات تعدين الذهب والصناديق المتداولة في البورصات العالمية؛ إذ تشير الإشارات الفنية إلى أن صندوق “فان إك جونيور غولد ماينرز” (VanEck Junior Gold Miners) المتداول في البورصة الأمريكية سيستمر في أدائه الضعيف مقارنة بالسوق الأوسع، بل وسيزداد الوضع سوءًا بحسب مذكرة صدرت عن “بلومبرغ إنتليجنس”، إذ فشل الصندوق بنهاية الأسبوع الماضي في الإغلاق فوق أدنى مستوى لعام 2020 للمرة الثانية، وبذلك فإن نمط الصندوق يعد نمطًا هبوطيًا.
جدير بالذكر، أن السعر الفوري للذهب انخفض بنسبة 0.1% إلى 1648.07 دولار للأونصة اعتباراً من الساعة 11:28 صباحاً في نيويورك بعد أن ارتفع في وقت سابق بنسبة 0.7%. كما صعد مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.1%، وانخفضت الفضة والبلاتين، بينما ارتفع البلاديوم.