مع دخول العالم على أزمة غذائية -لا مفر منها- وذلك بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعتبر الدولتين أكبر مصدري القمح على مستوى العالم. الحرب أثرت بشكل مباشر على سلاسل الإمداد، وأيضا منع روسيا من تصدير أى شحنات من القمح من أوكرانيا، وبرغم المفاوضات التى تجريها كلا من تركيا وروسيا بشأن تصدير الشحنات عبر البحر الأسود، هنا يظهر كيف أصبح القمح لا غنى عنه في أى دولة، لذلك تسعى كل الدول لتنويع استيرادها من القمح وأيضا البحث عن بديل في تصنيع رغيف الخبز مصر كانت أحد الدول.
مصر ومكونات رغيف العيش الجديد
بعد العناء الكبير التى تعانية الدولة فى توفير القمح من خلال تشجيع المزارعين على إنتاج القمح ومع تشديد الإجراءات لمنع أى خطأ فى عملية التخزين أو التهريب، سعت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة التموين إلى إيجاد البديل وبالتعاون مع وزارة الزراعة تم إيجاد بديل وهو إنتاج رغيف عيش من البطاطا، التجربة التى تم إجرائها منذ سنين عادت مرة أخرى على طاولة وزارة التموين وذلك فى سعيها لإيجاد بديل عن القمح الذي أصبح سلعة صعب الحصول عليها بالإضافة إلى ارتفاع سعرها بسبب نقص المعروض فى الأسواق الدولية والمحلية.
باحث بوزارة الزراعة يسمى عبد المنعم الجندي صاحب فكرة إنتاج رغيف خبز من البطاطا شرح الفكرة وهى كالتالي يتم تصنيع الخبز من البطاطا عن طريق سلق البطاطا وإضافتها بنسبة 50% بطاطا الباقى من القمح، وأضاف فى لقاء تلفزيونى أنه تم إنتاج خبز بجودة عالية، والمنتج صالح للاستهلاك الآدمي، نظرا للقيمة الغذائية الموجودة في هذا المكون، وتم تنفيذ هذه الفكرة من سنين كثيرة ونجحت.
وأشار إلى أنه عكف على دراسة مشروع إنتاج رغيف العيش من خلال البطاطا، وتوصل إلى عدد من الأصناف، تصلح للاستخدام مع القمح في إنتاج الخبز، لافتا إلى أن المشروع يعمل على إدخال البطاطا في إنتاج الخبز مع القمح، بنسبة 40% بطاطا و60% قمح، ما يقلل من الاستهلاك المحلي من القمح، والتوقف عن الاستيراد من الخارج مع الوقت، خلال 3 أعوام على الأكثر، وأكد عبد المنعم، أن المساحة المنزرعة من القمح 3 ملايين و600 ألف فدان، وفي حال زراعة 360 ألف فدان من البطاطا بجانبهم سنكفى احتياجاتنا من الخبز ولن نحتاج لاستيراد القمح أو الدقيق من الخارج.
[…] وأحرزت المفاوضات الروسية الأوكرانية تقدم ملحوظ في السماح لأوكرانيا بتصدير القمح عبر البحر الأسود بوساطة تركية، ومن المتوقع أن تساعد تلك الاجرائات في خفض أسعار القمح التي سجلت أسعار تاريخية، وأيضا التخفيف من أزمة الغذاء في الدول النامية، ونقص سلاسل الامداد. […]