شهدت أسعار الجنيه المصري أمام الدولار اليوم انخفاض جديد ليصل إلي أقل قيمة له خلال هذه الفترة، حيث شهد الجنيه حالة من الانخفاض بأكثر من 24% منذ مارس الماضي من العام الحالي، وهذا المستوى أعلى بقليل من أدنى مستوى قياسي له عند 19.5605 والذي وصل له في ديسمبر 2016 في أعقاب قرار التعويم، وتمر مصر بحالة من الانخفاض في احتياطاتي النقد الأجنبي، مع وجود حالة من العجز التمويلي للموازنة للعام المالي الحالي، لذلك تسعي مصر للحصول علي قروض من صندوق النقد والصين واليابان.
وفقا ما أعلن من قبل عن خطة البنك المركزي لخفض قيمة الجنيه أمام الدولار، سمح البنك المركزي المصري للعملة المحلية بالانخفاض تدريجيا مقابل الدولار في الأسابيع القليلة الماضية، ليتراجع سعر صرف الجنيه بنحو 2% منذ أن تولى حسن عبد الله منصب محافظ البنك المركزي في منتصف أغسطس. وخلال نفس الفترة، سجل الجنيه أداء أفضل مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث ارتفع بنسبة 3.5% مقابل اليورو و4.8% أمام الين الياباني.
وتسعى مصر إلى تقليل اعتمادها على الأموال الساخنة لصالح الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز الصادرات، وتعهدت دول الخليج بضخ أكثر من 22 مليار دولار في شكل استثمارات جديدة وودائع لدى البنك المركزي، في محاولة لدعم اقتصاد مصر وسط الاضطرابات العالمية، كما تمضي الحكومة قدماً في خططها لجذب استثمارات جديدة 40 مليار دولار من المستثمرين المحليين والدوليين عن طريق التخارج من بعض الشركات المملوكة للدولة على مدى السنوات الأربع المقبلة، إلى جانب ذلك، تعمل الحكومة أيضاً على خطة أخرى لترشيد استهلاك الكهرباء في محاولة لزيادة صادرات الغاز.
وارتفع سعر صرف الجنيه، منذ تخفيض قيمته في مارس 2022، مقابل العملات الرئيسية التي انخفضت أمام الدولار بنسبة 17% أمام الجنيه الإسترليني، و8% أمام اليورو، وبأكثر من 13% أمام الين الياباني
واذا نظرنا حولنا إلي ما يحدث للعملات الأخرى مقابل الدولار نجد أن جميع العملات جميعا سجلت تراجع كبير جدا خلال الفترة القليلة الماضية، نظر لما يقوم به البنك الفيدرالي الأمريكي من سياسة تشددية للسيطرة علي التضخم في الأسواق الأمريكية وسجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعات لم يشهدها منذ مايو 2002 أمس.
حيث واصلت العملة الأمريكية موجة الارتفاعات التي سجلت خلالها مكاسب بنحو 5% في الأسبوع الماضي وحده. ويؤدي الارتفاع المستمر للدولار إلى زيادة الضغوط على العملات الرئيسية الأخرى، حيث يحذر المحللون من احتمالية حدوث أزمة عملة في آسيا مدفوعة بالين الياباني واليوان الصيني، كما انخفض الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية أمس، وانخفض اليورو إلى أدنى مستوياته في 20 عاما.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.