طالب الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان في مقال له نشر الأمس على صحيفة “بروجيكت سنديكيت” من المسؤولين الاقتصاديين بالفيدرالي الأمريكي بضرورة معالجة أخطاء الماضي للسيطرة على التضخم، حيث قال: “على مدى العامين الماضيين، أخطأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مرارًا وتكرارًا في تحليله، وصنع السياسة، والاتصالات، والحوكمة. لاستعادة فعاليتها وتقليل تعرضها للتدخل الخارجي غير المبرر ، يجب على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي البدء في تعويض أخطاء الماضي في العام الجديد”.
وأضاف: “مع اقترابنا من العام الجديد، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يسعى إلى الانتقال من عامه الثاني المتتالي المروع، من الأفضل أن يحذو حذوها. هذه هي أفضل فرصة للاحتياطي الفيدرالي لاستعادة مصداقية السياسة، واستعادة سمعته، وتقليل تعرضه للتدخل السياسي غير المبرر، وكل ذلك سيكون حاسمًا لفعاليته، وبالتالي، للرفاهية الاقتصادية على نطاق أوسع”.
وأشار بقوله: “على مدى العامين الماضيين ، ثبت أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان على خطأ فادح في تقييمه للتضخم. كانت توقعاته بعيدة كل البعد عن أن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي السابقين رفضوها علنًا وبشكل متكرر – وهو حدث غير عادي للغاية. نتيجة لذلك ، أهدر صانعو السياسات فرصة التحرك في الوقت المناسب لاحتواء الزيادات في الأسعار التي أدت منذ ذلك الحين إلى تآكل القوة الشرائية للجميع ، مما أصاب أكثر شرائح المجتمع ضعفاً”.
وأفاد العريان بأن الاقتصاديين والأسواق يشعرون بقلق متزايد من أن هذه الأخطاء المركبة قد مهدت الطريق لخطأ آخر، نظرًا لأن أقوى بنك مركزي في العالم قد أُجبر على الدخول في أكثر دورات المشي لمسافات طويلة، مؤكدًا على أن هناك قلق متزايد من أنه قد يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى ركود اقتصادي.
وانتقد أداء الفيدرالي الأمريكي بقوله: “كما أن الأداء الضعيف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لم يقتصر على تحليلاته وصنع سياساته. بل في أكثر من مناسبة على مدار العامين الماضيين أدلى الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات غير حكيمة إلى حد ما ، مثل عندما اقترح في يوليو أن سعر سياسته كان بالفعل عند مستوى محايد. لكن سرعان ما تبين أن هذا التعليق ساذج تمامًا وقد أثار انتقادات واسعة النطاق”، بما في ذلك من وزير الخزانة الأمريكي السابق لورانس سمرز ، الذي وصفه بأنه ” لا يمكن الدفاع عنه من الناحية التحليلية ” ويشير إلى استمرار “التمني””.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.