مصر تعرف الـ ATM منذ1931.. تعرف على القصة من البداية

لا يعرف الكثير منا أن مصر متقدمة للغاية في مجال المصارف والبنوك، إذ يرجع تاريخ إنشاء أول بنك فى مصر إلى أكثر من 150 عاما، فتحديدا خلال العام 1867، تم إنشاء بنك مصر لكن هذا البنك ليس ببنك مصر الذي قام بإنشاءه زعيم الاقتصاد المصري الراحل طلعت حرب، وقد تم إنشاء هذا البنك لتسهيل وترويج التجارة بين مصر وبريطانيا، وإرسال القطن المصري إلى بريطانيا، القطن الذي اعتمدت بريطانيا عليه في هذا الزمن بصورة كلية.

وترجع فكرة إنشاء بنك مصر الأول إلى أمين شميل، وقد تأسس خلال العام 1879 فى عهد وزارة شريف باشا، إذ كان يهدف إلى تمصير الدَّيْن، ليضمن لمصر استقلالها اقتصاديا. ثم توالت البنوك الأجنبية إلى أن تم افتتاح بنوك مصرية خالصة وكان في طليعتها بنك مصر الذي تم تمويله بنسبة 100% تمويلا مصريًا.

وكان لبنك مصر السبق في إدخال ماكينات الإيداع في القاهرة منذ أكثر من 90 عاما وبالتحديد خلال العام 1931، ولإنشاء هذه الماكينة قصة طريفة، حيث أنه في فيلم سلامة في خير للفنان الراحل نجيب الريحاني، أخذ يبحث ليلا عن بنك يعمل لإيداع أموال الشركة التي كان يعمل بها، ومن خلال ذلك جاءت فكرة إلى طلعت حرب بضرورة إدخال خدمة الإيداع الليلية لعملاء البنك.

جدير بالإشارة إلى أن تصميم ماكينة الإيداع الليلية جاء في لندن، وتم تنفيذ هذه الفكرة من قبل بنك مصر، ليكون أول من أدخل الخدمة المسائية البنكية في مصر من خلال ماكينة الإيداع التي تم وضعها خارج أبواب البنك في فرع البنك بشارع محمد فريد بمنطقة وسط البلد في القاهرة وذلك في عام 1931.

آلية عمل ماكينة الإيداع الليلية

تعتبر هذه الماكينة كخزينة يتم فتحها بمفتاح، وهذا المفتاح يكون مع بعض عملاء البنك، الذين تضطرهم الظروف في بعض الأحيان لاستخدام هذه الماكينة، وهى للإيداع فقط؛ فيقوم العميل بفتح الخزينة، ثم يضع فيها الأشياء الخاصة به، في ظرف مدون عليه اسم العميل، ورقم الحساب البنكي والمبلغ المودع، أو المجوهرات والحلي المودعة، ثم يتم وضع هذه الأشياء أو الأموال في المجرى وتنزل في الخزينة الأرضية للبنك، وفي اليوم التالي، تقوم لجنة مختصة بفتح الخزينة وجرد ما بها من محتويات ووضع كل محتوى في مكانه وفي حساب صاحبه، ويكون هنالك مندوب مختص بتسلم المجوهرات التي توضع في أمانات البنك.