الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على أسعار المنتجات الغذائية في العالم

يواجه الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة موجة كبيرة من الضغوط تمثلت في زيادة أسعار السلع والمنتجات على مستوى العالم ولا سيما المنتجات الأساسية، حيث أن العالم ما لبث أن يستفيق من تداعيات جائحة كورونا إلا وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية وأشعلت وتيرة زيادة الأسعار، فالعديد من الدول واجهت موجة من التضخم وصفت بأنها غير مسبوقة إذ سجل الاقتصاد الأمريكي معدل تضخم بلغ حوالي 8.5 % خلال مارس الماضي وهو الأعلى في تاريخ أمريكا منذ ما يقرب من 40 عاما لذلك توجه البنك الفيدرالي الأمريكي لاتخاذ قرار رفع معدل الفائدة، ومن المتوقع زيادة في معدل الفائدة بالأشهر القادمة.

وشهد معدل التضخم في أوروبا زيادة بنحو 7.5 % وهو المعدل الأعلى منذ 25 عاما، وبناء على ذلك أعلنت ألمانيا الدولة الصناعية الكبرى زيادة تكلفة الإنتاج بنحو 30% خلال مارس الماضي عما كانت التكلفة عليه في مارس من العام 2021.

وفي هذا الصدد، أعلنت العديد من الشركة المتخصصة في مجال الأغذية والمشروبات في العالم عن رفع أسعار منتجاتها بأكثر من 5% في الفترة من يناير وحتى مارس من العام الجاري، لتقع هذه النسبة على عاتق المستهلك، فالمستهلك لمنتجات هذه الشركات على سبيل المثال في أمريكا الشمالية كان الأكثر تضررًا من هذه الارتفاعات إذ ارتفعت الأسعار عليه بنسبة 8.5%، وقد شهدت أمريكا اللاتينية ثاني أكبر زيادة في الأسعار إذ رفعت شركات الاغذية أسعار منتجاتها على المستهلك بأمريكا اللاتينية بنسبة 7.7%. يذكر أن أسعار الغذاء العالمية قد سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في بداية هذا العام، إذ هدد وباء كورونا وتقلبات الزراعة وسوء الأحوال الجوية الأمن الغذائي لملايين الأشخاص حول العالم، علاوة على الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى تفاقم الوضع، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تمس المستهلك بشكل مباشر مثل القمح والزيوت النباتية وغيرهما.