شهدت البنوك المصرية خلال التعاملات المسائية لهذا اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري، حيث سجل الدولار في البنك المركزي المصري 19.146 للشراء، و19.258 للبيع.
أبرز توقعات سعر الدولار خلال الأيام المقبلة
يتوقع محمود أبو العيون محافظ البنك المركزي الأسبق، أن سعر الدولار سوف ينخفض في الفترات المقبلة، رافضًا فكرة أن يصل الدولار إلى أرقام فلكية مستقبلًا في مصر، نظرًا لأن التضخم في البلاد مؤقت ويجب الحد منه عبر الانكماش، مفيدًا أنه في حال انتهاء الأزمة الأوكرانية سوف ينخفض سعر الدولار مباشرة، حتى وإن ارتفع قليلا لكنه سوف ينخفض بسبب التدفقات من استثمارات خارجية وتحويلات المصريين بالخارج والسياحة، مثمنًا إمكانيات الاقتصاد المصري التي لم تستغل حتى الآن بشكل أمثل.
وتوقع مجموعة من الخبراء والمحللين الاقتصاديين ارتفاع الدولار وفقا لتحليل المشهد العالمي والقفزات التي يحدثها سعر الدولار في الفترة الأخيرة، فتوقعت الدكتورة يمن الحماقي، الخبيرة الاقتصادية وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، ارتفاعا بسيطا في أسعار الدولار الأمريكي خلال الفترة القادمة، وفقا للمؤشرات الاقتصادية، ومن بين هذه المؤشرات إعلان المركزي انخفاض فجوة النقد الأجنبي لدى الجهاز المصرفي إلى 400 مليون دولار.
وفي هذا الشأن، طلب محافظ البنك المركزي الجديد، حسن عبد الله، بسرعة حصر طلبات الاستيراد المطلوبة الفترة القادمة ليستطيع معرفة قدرة البنك على تلبيتها، علاوة على بحث سبل زيادة النقد الأجنبي من عمليات الاستحواذ والاستثمار الأجنبي، والسياحة.
وناشدت بضرورة تنشيط الصادرات وإشراك الصناعات الصغيرة في عمليات التصدير، فهذا الأمر سيؤدي –بلا شك- إلى استقرار أسعار الدولار الامريكي، بل ومن الممكن أن ينخفض في الأشهر المقبلة.
وتوقع الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، ارتفاع الدولار الأيام المقبلة، نتيجة رفع بعض البنوك الخاصة لأسعار الفائدة، علاوة على قرض صندوق النقد الدولي الذي اقتربت مصر من الحصول عليه الذي سيؤثر على حركة الدولار ويؤدي إلى ارتفاع سعره.
وهناك مطالب من الكثير من المهتمين بالشأن الاقتصادي بضرورة إيداع الدولارات في البنوك وتبديلها في الفترة الحالية، لأن الدولار من وجهة نظرهم ستنخفض قيمته قريبًا مع دخول التدفقات الأجنبية مع المستثمرين الذين سيدخلون السوق المصرية في القريب العاجل.
ونفى جمال نجم، ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، أي تخفيض كبير في قيمة العملة المحلية على المستوى القريب، ردا على ما أثير حول نية مصر لتخفيض قيمة الجنيه، قائلا: “لن يتم السماح بارتفاع سعر الدولار لمستويات قياسية، مفيدًا بأن فجوة النقد الأجنبية في مصر تراجعت إلى حد كبير لتبلغ 400 مليون دولار في الشهر الماضي من 3.9 مليار دولار في فبراير.
ولا تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام ارتفاعات أسعار الدولار أمام الجنيه، حيث تقوم بتقديم حوافز غير مسبوقة لدعم الاستثمار الأجنبي في مصر، وفي ظل العمل بوثيقة سياسة ملكية الدولة يتحقق التوازن بين القطاعين الخاص والعام، ومن المتوقع في الأيام والأشهر المقبلة زيادة تدفق استثمارات دول الخليج العربي إلى مصر، فضلا عن ارتفاع حصيلة الاستثمارات الأجنبية إلى 10 مليارات دولار بنهاية 2022 الأمر الذي سيؤثر على سعر الدولار بصورة مباشرة.
وهناك دعوات لجذب الاستثمار الأجنبي عبر طرح الأسهم في الشركات الحكومية للعاملين بالخارج بالدولار، وإقامة مشروعات اقتصادية يتم الاكتتاب فيها بالدولار، ورفع الفائدة على الشهادات الدولارية.
وترى حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن سبب صعوبة تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 15 جنيها مصريا، يعود إلى رفع البنك الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة مما يدعم سعر الدولار مقابل العملات الأخرى، علاوة على الأزمة الروسية الأوكرانية التي أثرت على السياحة.
