انقضى أكثر من عامين على بدء انتشار وباء كورونا، فأصيب ملايين الأشخاص في العالم، ولكن بعض الأشخاص أفلتوا من العدوى حتى يومنا هذا، وسط تساؤلات حول سر نجاتهم من مرض انتشر في جميع ارجاء العالم “كوفيد 19” والذي وصل إلى الصغير والكبير.
ووفقًا لتقديرات المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 60 في المئة من الأميركيين أصيبوا بفيروس كورونا في وقتها حتى أو اخر فبراير الماضي، وذلك قبل حصول تفش واسع لمتحوري ” BA.4″ و” BA.5″.
ولم يصب بعض الأشخاص بفيروس كورونا مرة واحدة فقط، بل هناك من أصيب مرتين أو حتى ثلاث مرات، رغم أخذ لقاحات ضد العدوى التي ظهرت أول مرة في الصين أواخر عام 2019.
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” أن فيروس كورونا وصل إلى أشخاص في أوساط تحظى بدرجة كبرى من الوقاية مثل قادة ورئساء الدول، حيث أصيب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالفيروس، قبل عدة أيام، وفي بداية العام، أصيب أنتوني فاوتشي نفسه، وهو كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة.
بينما ظل بعض الناس في مأمن من الفيروس فلم يصابوا به على الإطلاق، تثار تساؤلات حول ما إذا كانوا يتمتعون بـ”مناعة خارقة” أم إن الصدفة فقط هي التي جعلتهم لا يصابون بالمرض.
وتحدثت الصحيفة إلى بضع أشخاص قالوا إنهم يخرجون كما يحلو لهم ويعيشون حياة طبيعية منذ فترة طويلة، وقد خالطوا عددا من المصابين، لكنهم نجوا من المرض الذي أودى بحياة ملايين الأشخاص.
إزاء هذه الحالات، يوضح إليانور موراي، الباحث في علم الأوبئة، أنه ليس ثمة ما يدل، من الناحية العلمية، على تمتع بعض الأشخاص بـ”مناعة جينية” تجعلهم في مأمن من الإصابة بالعدوى.
ويرى بعض الباحثون أن الكثير الأشخاص أصيبوا بكورونا لكنهم لم يكتشفوا انتقال العدوى إليهم، وذلك بسبب عدم ظهور أي أعراض عليهم، وهذا الأمر يجعل السلطات الصحية في العالم تعتقد أن عدد المصابين الفعلي أعلى بكثير مما هو مسجل رسميا.
وتقول كاترين والاس، الباحثة في علم الأوبئة بجامعة إلينوي، إن بعض الأشخاص الذين يصابون بفيرس كورونا بعدما أفلتوا من الفيروس طيلة عامين يشعرون بنوع من الفشل أو الإحباط، كما لو أنهم أخفقوا في مهمة حماية أنفسهم من المرض عبر إجراءات وقائية مثل التباعد وارتداء الكمامة.
وتوضح الخبيرة الأميركية أن هؤلاء الأشخاص لم ينتبهوا إلي أمرا مهما وهو أنهم “ليسوا أشخاصا سيئين لأنهم فشلوا فالتقطوا الفيروس، بل إن المتحورات الجديدة – الأسرع انتشارا – هي السيئة”.
