يعاني الجنيه المصري أمام الدولار من اضطراب في الساعات القليلة الماضية وتراجعات واضحة في العملة المحلية أمام الدولار على خلفية استمرار رفع الفائدة الأمريكية، وتشير التوقعات إلى أن الدولار قد يلامس 20 جنيه وربما يتخطى الدولار هذا الحاجز، فمنذ أن قرر البنك المركزي رفع معدلات الفائدة 2% دفعة واحدة بعد زيادتها في مارس الماضي بمعدل 1% في محاولة لكبح التضخم الذي بلغ 13.1% في أبريل 2022 والوضع غير مستقر، حيث سجل سعر الدولار في مصر أعلى معدل له منذ 5 سنوات في تداولات اليوم الاثنين 18 يوليو 2022.
ويتوقع بعض المحللين المحليين والأجانب أن يمر الجنيه بمرحلة عدم استقرار نسبي في الأيام المقبلة بعد أن شهد الوضع في مصر تحسنًا في تدفقات النقد الأجنبي، ومن هنا توقعت وحدة أبحاث “الإيكونوميست” أن يستمر سعر الجنيه في التراجع أمام الدولار خلال الأربع سنوات المقبلة، أي حتى عام 2026 ليلامس 20 جنيها للدولار رسميا وربما يتجاوز ذلك.
وتشير التحليلات لدى كثير من بنوك الاستثمار والمحللين الاقتصاديين إلى أن سياسة البنك المركزي المصري في رفع الفائدة ستظل مستمرة للفترات المقبلة، فهذه السياسة ليست بمنأى عن تحركات الفدرالي الأميركي في رفع الفائدة، فمن المتوقع أن يرفع الفدرالي أسعار الفائدة مجددا في الاجتماع القادم، في الوقت الذي تواصل فيه معدلات التضخم ارتفاعها بشكل يجعل الخروج من الدائرة المغلقة الخاصة برفع الفائدة وزيادة التضخم صعبا للغاية.
وتزداد المخاوف المستقبلية في ظل رفع أسعار الفائدة من عدم تأثير ذلك الأمر فيما بعد على الاقتصاد المصري، فالتضخم يزداد بمعدلات كبيرة ليس في مصر فقط بل في أكبر دول العالم الاقتصادية، ولذلك رجح بنك “بي إن بي باريبا” (BNP Paribas) وشركة “برايم” المالية وعدد من المحللين الماليين الاقتصاديين تحرك سعر الفائدة في مصر بمقدار 200 نقطة في الاجتماعات المقبلة للمركزي المصري حتى نهاية العام الجاري، ليصل سعر الفائدة إلى 13.25% في الربع الأخير.
موضوعات ذات صلة:
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجر بنوك العالم إلى أسعار فائدة قياسية.. الاقتصاد يدفع الثمن
أسعار الدولار بالبنوك المصرية اليوم الإثنين 18/7/2022
وقد أوضحت تقارير دولية أن خفض أسعار الجنيه مقابل الدولار جاء بناء على اتفاق صندوق النقد الدولي ، حيث تبحث مصر عن حزمة تمويلية جديدة لن تقل عن 5 مليار دولار، وللعلم فإن كلفة الأثر المباشر للحرب الروسية الأوكرانية على الموازنة المصرية قدرت بحوالي 18.3 مليار دولار ، وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي .
وفي هذا المسار، سجل الجنيه المصري اليوم الإثنين 18 يوليو أدنى مستوياته في 5 أعوام ونصف العام، وذلك بعد انخفاضه بمقدار 0.05% خلال تعاملات اليوم، وأوضحت بيانات “رفينيتيف” أن الجنيه المصري بلغ مستوى 18.91 جنيه مقابل الدولار بحلول الساعة 08:18 بتوقيت غرينتش اليوم، بانخفاض عن مستوى 18.81 الذي سجله أمس الأحد.
يشار إلى أن آخر مرة لامست فيها العملة المصرية هذا المستوى كان في 24 يناير من العام 2017 ثم واصلت العملة المحلية ارتفاعها وتسجيل مستويات متقدمة أمام الدولار عند 15.70 جنيها تقريبا قبل الحرب الروسية الأوكرانية، لكن خروج الدولار نتيجة نزوح رؤوس الأموال الساخنة تسبب في خفض كبير للعملة المحلية وارتفاع الدولار الأمريكي في مصر.
